Author

«أرامكو» والمسؤولية الاجتماعية

|
العام الماضي وجهت أرامكو دعوة لعدد من الكتاب لزيارة مدينة جازان الاقتصادية. كنت واحدا من أولئك الذين سعدوا بهذه الزيارة، وقد شهدت مع الزملاء في الصحف المحلية المنجزات التي تحققت في المدينة الاقتصادية، وكذلك المنجزات التنموية التي تمثلت في بناء الكورنيش القريب من المدينة والسكن الخاص بالعاملين وسواها من مشاريع. تذكرت هذه الزيارة أمس وأنا أقرأ خبر توقيع أرامكو السعودية مبادرات وطنية لزراعة البن وإنتاج القهوة في جبال جازان، بالشراكة مع هيئة تطوير وتعمير جبال جازان وعدد من الجمعيات الخيرية في القطاع الجبلي بالمنطقة. كانت أرامكو قد قدمت آنذاك هدية للكتاب عبوة من القهوة المنتجة في جازان، وأرفقتها أرامكو بورقة تشير إلى أن هذه القهوة من إنتاج مزارع جازان التي تدعمها أرامكو. ويبدو أن الموضوع قد توسع فالاتفاقية الجديدة تشمل زراعة 300 ألف شتلة شجرة بن، إضافة إلى تدريب ودعم ألف مزارع خلال ثلاثة أعوام. هذه الخطوات التي تنفذها أرامكو تمثل جزءا من برامج ومبادرات المسؤولية الاجتماعية، التي تجعل الشراكة مع المجتمعات المحلية تؤدي إلى تنمية هذه المجتمعات، وتشجيع الإنتاج الذي يسهم في تقليص البطالة من خلال دعم المشروعات ذات العوائد الاقتصادية المجزية. بادرة أرامكو تعيدني إلى السؤال الذي لا يزال معلقا، حول ضحالة إسهام الشركات التي تنفذ مشروعات في مختلف مناطق المملكة في الخدمة الاجتماعية لهذه المجتمعات. شركات تحصل على عقود حكومية بمئات الملايين ولا تضيف أي مشروع له عائد يخدم المجتمع المحلي. ومن هنا فإنني أتطلع إلى أن يتم النص في العقود الحكومية وأيضا في التراخيص المعطاة لفروع البنوك والشركات الأخرى، على أن يكون هناك نسبة من قيمة العقد يتم صرفها من أجل برامج المسؤولية الاجتماعية وخدمة المجتمع. هذا إجراء تمارسه كثير من المؤسسات والشركات في الخارج، ولكنه يبقى محدودا لدينا، ولا بد من إطار قانوني يضبط هذا الإسهام ويلزم القطاع الخاص بتنفيذه.
إنشرها