طفرة في سوق مستحضرات التجميل السعودية.. سباق ملياري وقواعد اللعبة تتغير

طفرة في سوق مستحضرات التجميل السعودية.. سباق ملياري وقواعد اللعبة تتغير
طفرة في سوق مستحضرات التجميل السعودية.. سباق ملياري وقواعد اللعبة تتغير
طفرة في سوق مستحضرات التجميل السعودية.. سباق ملياري وقواعد اللعبة تتغير
طفرة في سوق مستحضرات التجميل السعودية.. سباق ملياري وقواعد اللعبة تتغير

طفرة في قطاع مستحضرات التجميل شهدتها السعودية مع احتضان السوق مئات العلامات التجارية، وتوقعات بتجاوز حجم السوق حاجز الـ6 مليارات دولار بنهاية العام الجاري، بحسب دراسات ومستثمرين تحدثوا لـ "الاقتصادية".

هذه التغيرات التي رفعت الطلب 20% سنويا، جاءت بفعل عوامل اجتماعية واقتصادية وثقافية، أبرزها تمكين المرأة وتنامي دور وسائل التواصل الاجتماعي في تشكيل مفاهيم نمط الحياة العصرية.

المستثمرون أشاروا إلى أنه رغم استمرار هيمنة العلامات الأوروبية والأمريكية على السوق، فإن المنتجات الكورية باتت تفرض حضورها بقوة، مستحوذة على حصة متنامية بفضل جودة منتجاتها وأسعارها التنافسية.

هذا الزخم، يتصاعد مع وجود 129 مصنعا لمستحضرات التجميل في 11 منطقة، بحسب ما ذكرته وزارة الصناعة السعودية، وسط تزايد الطلب من مستثمرين محليين وأجانب لإنشاء مصانع، بفضل تنامي الإقبال على المنتجات المصنعة محليا.

700 علامة تجارية في السعودية

يتوقع أن تصل قيمة سوق مستحضرات التجميل والعناية الشخصية في دول الخليج إلى 9.6 مليار دولار نهاية العام الجاري، على أن تستحوذ السوق السعودية وحدها على نحو 6.2 مليار دولار من الرقم، بحسب توقعات وكالة Statista الدولية.

وتحل السعودية كأكبر أسواق الجمال في المنطقة وأسرعها نموا، بنمو سنوي متوقع 3.43% حتى 2030، مقارنة بمعدل نمو إقليمي يبلغ 3.26%.

وذكرت لـ"الاقتصادية" شركة جولد أبل، إحدى أبرز شركات التجزئة العالمية، أن السوق السعودية تُعد الأكبر والأسرع نموا في منطقة الخليج، مشيرة إلى أنها ترى إمكانات ضخمة لتعزيز حضورها بالسوق السعودية، إلى جانب تعزيز خدمات التوصيل الإلكتروني التي تمثل اليوم نحو 45.5% من مبيعات القطاع في السعودية، مقارنة بـ42.1% في المنطقة.

أضافت، أن نحو 700 علامة تجارية متوافرة في السوق السعودية، منها 100 علامة حصرية في السعودية، تشمل علامات أوروبية فاخرة مثل La Biosthetique، Kerastase، La Sultane de Saba، وأخرى أمريكية مثل MAC وTom Ford، إلى جانب العلامات الكورية والروسية الصاعدة.

129 مصنعا محليا لمستحضرات تجميل

فيما يتعلق بالتصنيع المحلي، ذكرت لـ"الاقتصادية" وزارة الصناعة والثروة المعدنية، أن هناك طلبا متزايدا من مستثمرين محليين وأجانب لإنشاء مصانع جديدة في جميع القطاعات، خصوصا مع تنامي السوق المحلية وارتفاع الطلب على المنتجات المصنّعة محليا.

أضافت أن السعودية تضم نحو 129 مصنعا لمستحضرات التجميل (مكياج وعناية بالبشرة) بنهاية الربع الثاني من العام الجاري، 58 مصنعا في منطقة الرياض، و45 مصنعا في منطقة مكة المكرمة، 14 مصنعا في المنطقة الشرقية، 6 مصانع في المدينة المنورة، مصنعين في القصيم، مصنعا واحدا في كل من الجوف، عسير، حائل، والحدود الشمالية.

ويرتكز مستقبل الصناعات بالسعودية على تحقيق الاكتفاء الذاتي وتوطين التقنية وتعزيز المحتوى المحلي، مع تنفيذ خطوات عملية تشمل إنشاء هيئات ومؤسسات داعمة، وتشجيع التصدير ومراقبة ميزان المدفوعات.

أشارت الوزارة إلى مبادرات أطلقتها لدعم الصناع، كالحوافز المعيارية لتعزيز النمو الاقتصادي وتنويع مصادر الدخل وجذب الاستثمارات الصناعية، وحاضنة نمو لدعم رواد الأعمال والمنشآت الصغيرة والمتوسطة من خلال التوجيه والاستشارات، وبرنامج ألف ميل لتأهيل المصانع الصغيرة والمتوسطة للتصدير ودخول الأسواق العالمية.

حصة المنتجات الكورية مرشحة للتوسع

استطاعت المنتجات الكورية أن تفرض نفسها عبر مزيج متوازن بين السعر والجودة، وهو ما جعلها منافسا مباشرا للعلامات الأوروبية والأمريكية، فعلى سبيل المثال، يراوح سعر واقي الشمس الكوري بين 32-119 ريالا، بينما يراوح سعر المنتج الأوروبي بين 46-100 ريال وأكثر، أما الأمريكي فيبلغ بين 50-89 ريالا.

وفي فئة مستحضرات مكافحة الشيخوخة، تُباع المنتجات الكورية بأسعار تراوح بين 50-120 ريالا، في حين تبدأ أسعار المستحضرات الأوروبية من 100 ريال وأكثر، والأمريكية بين 80-150 ريالا.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة إدراك للتجارة محمد بنجر الحسيني، إن العلامات الأوروبية والأمريكية لا تزال تتصدر السوق السعودية، إلا أن المنتجات الكورية (K-Beauty) باتت منافسا قويا، بفضل جودة التصنيع وانخفاض تكلفة الإنتاج مقارنة بالمنتجات الأوروبية التي عادة تُصنع في دول أخرى وتُعاد للتصدير، وهو ما يرفع أسعارها النهائية.

تغيّر سلوك المستهلكين تجاه الجودة والسعر

أشار الحسيني إلى أن حصة المنتجات الكورية مرشحة للتوسع خلال السنوات المقبلة، مع تغيّر سلوك المستهلكين نحو الاهتمام بالجودة والسعر المناسب بدلا من التركيز فقط على العلامات التجارية الشهيرة.

أضاف أن افتتاح منافذ بيع متخصصة (Outlet) جاء تلبية لارتفاع الطلب، مدعوما بعوامل مثل تمكين المرأة وزيادة تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في تعزيز ثقافة الجمال.

ورغم استمرار سيطرة العلامات الأوروبية والأمريكية على الحصة الكبرى، فإن المستهلك السعودي أصبح أكثر وعيا بالقيمة مقابل السعر، وهو ما ساعد المنتجات الكورية، مثل Anua، SKIN1004، Darling، True Island، DUFT & DOFT، Tirtir، على كسب ثقة العملاء.

هذا التحول يبرز نقلة نوعية في أولويات الشراء، حيث أصبح المستهلك يبحث عن فاعلية المنتج وجودته إلى جانب السعر المعقول، ما يدفع السوق السعودية نحو تنوع أكبر وانفتاح على الخيارات الجديدة، بحسب الحسيني.

إنفاق فردي متزايد سنويا

هنا قال الدكتور أنس زارع، الخبير في التوعية الصحية وعضو الجمعية الصيدلية السعودية سابقا، إن سوق مستحضرات التجميل والعناية الشخصية في السعودية، سجلت تحولا نوعيا مدفوعا بعوامل عدة، منها، تمكين المرأة وزيادة الدخل، وتزايد الإنفاق الفردي على منتجات التجميل.

وبحسب زارع، فإن المنتجات الكورية أصبحت خيارا منافسا بفضل مزيج من الجودة العالية والأسعار التنافسية، ما يشكل دافعا للشركات العالمية نحو إعادة صياغة إستراتيجياتها، التوطين، والاستثمار في الكوادر المحلية لمواجهة هذا التحول.

أشار إلى أن ذلك يبرز تغير نمط الحياة وارتفاع الاهتمام بالمظهر الخارجي، وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي التي تؤدي دورا محوريا في صياغة تفضيلات المستهلكين، مدفوعة بالمؤثرين والمشاهير، القوة الشرائية العالية للشباب الذين يمثلون أكثر من 65% من المجتمع السعودي، ويعدّون الفئة الأكثر تفاعلا مع منصات التجارة الإلكترونية.

أوضح، أن الشركات العالمية تدرك بذكاء أن من أفضل أساليب انتشار منتجاتها في السوق السعودية الملائمة مع الأنظمة الداعمة لتوطين التقنية، وافتتاح مصانع لها على أرض السعودية أو الدخول في شراكات مع كيانات محلية والاستثمار في الكوادر السعودية والتنافس مع نظيراتها العالمية.

ولفت النظر إلى أن العلامات القادرة على التكيف مع السوق والثقافة السعودية تملك فرصا كبيرة للاستحواذ، وأن التصنيع المحلي والشراكات مع الكيانات السعودية أصبحت ضرورة للتوسع، خاصة مع دعم الحكومة للتوطين ومكافحة الاحتكار.

الرئيس التنفيذي لشركة إدراك للتجارة، محمد بنجر الحسيني، اتفق مع الدكتور أنس زارع، بأن الطلب المتزايد على مستحضرات التجميل يبرز تحولات اقتصادية واجتماعية مرفقا بالعوامل المذكورة، إضافة إلى وعي المستهلك واطلاعه على كل جديد ومستحدث بالقطاع، إضافة إلى فئات عمرية جديدة لم تكن سابقا تستخدم المستحضرات.

ارتفاع الطلب على مستحضرات التجميل 20% سنويا

ينمو الطلب على خدمات المكياج بنسبة تصل إلى 20% سنويا، في ظل ارتفاع الطلب الذي يشهده قطاع مستحضرات التجميل ودخول علامات تجارية جديدة لا سيما براندات المشاهير التي تحقق أرباحا سنوية تصل إلى 400 مليون ريال، بحسب العنود يماني، خبيرة تجميل ورئيسة تنفيذية في مجمع عيادات دي براكسس ومدير عام صوالين برالور بيوتي.

أضافت يماني المدربة المعتمدة من المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، أن حجم استهلاك مستحضرات التجميل يتضاعف سنويا بفعل عوامل عدة، أبرزها زيادة أعداد خبيرات التجميل وافتتاح معاهد متخصصة تقدم دورات أكاديمية معتمدة، إلى جانب تأثير وسائل التواصل الاجتماعي، وانخفاض متوسط الأعمار المهتمة بالمكياج مقارنة بالسابق.

ويبلغ متوسط سعر مكياج المنتجات الأوروبية نحو 200 ريال، بينما سعر متوسط مكياج المنتجات الآسيوية (شرق آسيا) يصل إلى 80 ريالا فقط.

متوسط أسعار الكورية ربع "الأوروبية"

يماني ترى، أن المنتجات الكورية أثبتت جدارتها في مجال العناية بالبشرة، بينما لا تزال تتصدر المنتجات الأوروبية في مجال المكياج، حيث يصعب الاستغناء عنها، مشيرة إلى أن المنتجات الكورية نجحت خلال فترة قصيرة في أخذ حصة من السوق بفضل الجودة والسعر، إذ يبلغ متوسط سعرها ربع سعر المنتجات الأوروبية.

أوضحت أن بعض المنتجات تُصنع في الصين ثم يُعاد تغليفها في أوروبا، مستفيدة من ولاء العملاء للعلامات الأوروبية، وأضافت إلى ذلك أنها تتوجه إلى عمل مستحضرات تجميل بصناعة سعودية، نظرا لجودة الصناعة المحلية التي باتت تضاهي المنتجات العالمية.

أما خبيرة المكياج رنا غراب، فأشارت إلى أن هناك مراحل جديدة للمكياج لم تكن موجودة في السابق، حيث تبدأ العملية باستخدام مساحيق العناية بالبشرة لتهيئتها قبل وضع المكياج، مؤكدة أن المنتجات الأوروبية تظل في صدارة المكياج بينما أثبتت المنتجات الكورية جدارتها في مجال العناية بالبشرة.

الأكثر قراءة