بريق الأسهم السعودية يؤهلها لجذب مزيد من مستثمري الأسواق الناشئة

بريق الأسهم السعودية يؤهلها لجذب مزيد من مستثمري الأسواق الناشئة

بريق الأسهم السعودية يؤهلها لجذب مزيد من مستثمري الأسواق الناشئة

يرى خبراء اقتصاد أن سوق الأسهم السعودية تتصدر أسواق منطقة الشرق الأوسط المرشحة لجذب مزيد من مستثمري الأسواق الناشئة، مع تطور هذه السوق وتوسعها، بفعل سلسلة الإدراجات في السنوات الأخيرة، وفي ظل التقدم الذي أحرزته على مؤشر "إم إس سي آي" للأسواق الناشئة منذ إدراجها عليه قبل نحو 6 سنوات.

عندما انضمت السوق السعودية إلى المؤشر عام 2019، كان وزنها النسبي يبلغ 1%. وهذا العام تجاوز هذا الوزن 4%، وهو مستوى يتوقع صلاح شما، مدير الاستثمارات في أسهم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لدى شركة "فرانكلين تمبلتون" أن يزداد في المستقبل.

يرى خبير الاستثمار أن هذا التوقع ينطلق من "التغييرات الهيكلية التي تشهدها السوق، إضافة إلى الطروحات القادمة"، وفقا لما نقلته عنه شبكة "سي إن بي سي".

ونظرا لأن السعودية أكبر مكون في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تشير تقديرات "جولدمان ساكس أسيت مانجمينت" إلى وجود مجال لزيادة وزن المنطقة إلى نحو 10% ضمن مؤشرMSCI"" للأسواق الناشئة.

خلال السنوات العشر الأخيرة، شهدت السوق السعودية إدراج 72 شركة على مؤشر "تاسي" عبر الطروح الأولية، وهو ما يعكس نشاطا واضحا في سوق الطروحات، التي شهدت تغطية مرتفعة من قبل المؤسسات والأفراد.

بينما شهدت سوق الأسهم السعودية العام الماضي إدراج 14 شركة جديدة، فقد أدرجت 9 شركات منذ بداية هذا العام، مع ترقب مزيد من الطروحات خلال الفترة المقبلة.

تحول "ديناميكي" في السوق السعودية
يتوقع شما تزايد الإصدارات مستقبلا، في وقت يُراقب فيه المستثمرون السوق من كثب، مع التركيز على جذب رؤوس الأموال والاستثمار في النمو والتحوّل، مدفوعين بخطط السعودية الطموحة.

ويقول: "التحول يسير على قدم وساق. نعتقد أن الاقتصاد السعودي ديناميكي وينمو بسرعة"، مضيفا أنه مع تحسن السيولة وعمق السوق "ستصبح هذه السوق وجهة استثمارية إيجابية، بل وجذابة، لمستثمري الأسواق الناشئة الدوليين تحديدا".

جيتانيا كانداري، نائبة رئيس قسم الاستثمار في "مورجان ستانلي إنفستمنتس مانجمينت" ترى بدورها أن السعودية تمضي في طريقها على الساحة الدولية ضمن المؤثرين الرئيسيين، عبر تبني أفضل الممارسات العالمية "لزيادة التدفقات الأجنبية والوصول إلى أسواق رأس المال".

وبينما عمدت السعودية إلى تنويع اقتصادها ضمن رؤية 2030، فقد عملت على التوسع في الطروحات العامة الأولية وتنويعها أيضا للمساعدة على جذب الأموال الخارجية.

كثفت السعودية بالتوازي جهودها لجذب شركات التداول عالي التردد، وأزالت عوائق دخول الأجانب.

بفضل هذه التحولات، وصل إسهام الأجانب المقيمين خارج دول الخليج في عمليات شراء الأسهم إلى مستوى قياسي بلغ 35% في الربع الثاني من هذا العام، وفقا لبيانات "بلومبرغ إنتليجنس".

سوق الأسهم السعودية تقدم قيمة للمستثمرين
يؤكد شما أن السوق السعودية على وجه التحديد تقدم قيمة كبيرة للمستثمرين، وأن القطاعات غير النفطية هي الأكثر جاذبية لهؤلاء المستثمرين.

وحققت الميزانية السعودية أعلى إيرادات غير نفطية على الإطلاق خلال الربع الثاني من هذا العام، عند 149.9 مليار ريال، لتصل مساهمة الإيرادات غير النفطية في الاقتصاد السعودي إلى 49.7% مقابل 39.8% في الفترة نفسها من عام 2024، وفقا لتقرير سابق لوحدة التحليل المالي في "الاقتصادية"، استند إلى بيانات وزارة المالية.

قال شما: "مع جهود السعودية لتنويع اقتصادها، ستكون خيارات الاستثمار في القطاعات الجديدة المرتبطة بالطلب المحلي جاذبة، مثل الرعاية الصحية والبنية التحتية والخدمات اللوجستية والتعليم"، مؤكدا أن هذه القطاعات ستستمر في النمو والتطور.

سامي سوزوكي، رئيس قسم أسهم الأسواق الناشئة في "ألاينس برنستين"، يرى بدوره أن انخفاض تقييمات الأسهم عامل جذب إضافيا للمستثمرين الأجانب، الذين انتعش نشاطهم خلال شهري مايو ويونيو الماضيين، وفقا لما نقلته عنه "بلومبرغ".

الأكثر قراءة