النمل يعطينا دروسا
صحيح أننا أرقى الأنواع على البسيطة.. وصحيح أن كل المخلوقات مسخرة لنا، فقد أخبرنا الله، عز وجل، بذلك.. ولكن لم نحن الأرقى والأجود؟ أليس العقل هو مناط هذا التشريف؟ أظن أنكم أجبتم بنعم، لذا سأقول إنه من تمام العقل أخذ العلم والفائدة أيا كان مصدرها.. وإن كان مصدرها قبيلا من النمل! نعم النمل.. ففي هذه المخلوقات الضعيفة آيات لنا حدثنا عنها خالقنا في كتابه العزيز.. وقد استنتج علماء أستراليون أخيرا بعد دراسات قاموا بها على هذه الأمة العظيمة أن النمل يسلك سلوكا حضاريا. فلديهم آداب عامة يلتزم بها كل فرد للحفاظ على الصالح العام، وبالتالي يمكن القول إن النمل شعب متحضر جدا. فهل يمكن أن نقول عن أنفسنا الشيء ذاته؟ ربما يوما ما.. وعودة إلى مظاهر تحضر النمل، فقد قال العلماء إن النمل يتصرف بطريقة مختلفة عنا معشر البشر في حالات الطوارئ.. فهم يحافظون على هدوئهم ورباطة جأشهم، كما أنهم يراعون الأدب مع بعضهم بعضا، حتى وهم تحت الضغط، ولاحظ العلماء أيضا أن النمل لم يسمع بسياسة (أنا ومن بعدي الطوفان) التي يعرفها بنو آدم جيدا، فالأبحاث تشير إلى أن سلوك كل نملة يراعي أحوال قريناتها ويهتم بمصلحة الجماعة، ولم يلحظوا أي نملة تحاول إنقاذ نفسها على حساب الآخرين بل على العكس.. قد تضع نفسها موضع الخطر لإنقاذ صاحبتها.. هذا ما رآه البشر من سلوك النمل.. فيا ترى كيف يرانا النمل؟