Author

نهاية الأزمة السورية

|
تقاطعت عناصر مهمة في خطوط تجمعت حول الأزمة السورية. يعتقد البعض أن ثورة سورية تختلف بسبب تركيبة شعبها أو ديموغرافيتها. لكن حقيقة الأمر أن ثورة سورية اختلفت عن بقية ثورات الربيع العربي، بسبب عوامل خارجية لم يكن للشعب السوري الثائر أي علاقة بها. فالرئاسة في روسيا لا يعنيها النظام السوري ولا الشعب. لكنها تحاول أن تبرهن للدول الغربية أنها أحد أقطاب العالم الجديد كما تعتقد. وهذا ما دفعها للتعنت في مجلس الأمن. وهي صرخة داخلية تقول ''إنني ما زلت كبيرا''. رغم أن الدولة الكبيرة هي القادرة على الإنفاق بسخاء على الدول الأخرى، لكنها اعتقدت أن تزمتها هذا سيجعلها من الأقطاب وستستمر فيه إلى آخر الأزمة السورية، حتى ولو تراجع بشار الأسد ذاته. فلا يعنيها حتى أي الفرقاء ينتصر، فهي تعتقد أنها تصنع موقفا صلبا. وإيران ترى في سقوط الأسد سقوطا لهلالها المزعوم. وخصوصا بعدما اكتمل بضم العراق له، فأصبح متواصلا من طهران إلى لبنان. لذا نجد أن الرئاسة الإيرانية لن تتنازل عن الإبقاء على بلدان هذا الهلال ضمن حوزتها. وأي ثورة في هذه البلدان تعني لها اجتثاثها من ضمن حوزتها. والكيان الصهيوني ينظر إلى أن أي تغيير في حكومة سورية سيفتح حدوده أمام الثائرين. وسيجعلها منفذا لولوج المحاربين والمجاهدين التي كانت في حماية منهم بالنظام السوري. وقد يكمل الثوار بعد انتهاء ثورتهم إلى تحرير فلسطين كما يعتقدون. وهكذا رأيناها ومن خلف الطاولة تثني أي تحرك أو ثورة من الإطاحة بالنظام السوري الذي يحمي حدودها. وأمريكا ومعها الدول الغربية حاصرت الثوار حتى لا تصل إليهم أسلحة متطورة، لأنها بإيعاز من الكيان الصهيوني تخاف بعد نجاح الثورة أن تصب هذه الأسلحة على إسرائيل. هم يؤيدون الثورة ظاهريا لكن دون دعم ينجحها. لكيلا تتضرر إسرائيل. رغم أنهم كانوا يُسقِطون بالطائرات الأسلحة الداعمة للثوار في ليبيا، ولكن هنا لعامل خارجي (حفاظا على إسرائيل) لا يفعلون. هذه كما نرى عوامل خارجية لعبت على إجهاض الثورة السورية، ولا تهتم هذه العوامل بالداخل السوري. والحرب في الداخل تتعمق يوما بعد آخر، ولا عاد يوجد خط للرجعة، فبكل الاحتمالات حتى لو توقفت الحرب لن تعود سورية كما كانت. ولم يبق لبلد ابن تيمية وابن قيم الجوزية إلا نهاية من أحد أمرين: أن ينقلب أحد القادة الكبار في جيش النظام مع بعض أفراده على بشار الأسد، وقد يغتالونه لكن بفعلهم هذا يضمون طائفتهم للنسيج الوطني. والأمر الآخر أن ينفصل النظام الذي يمثل أقلية في البلد، بجزء من الدولة، وبالتالي تقسم سورية.
إنشرها