المتحف الوطني يا هيئة السياحة

عندما يصل أي إنسان غريب إلى أي دولة جديدة، فإنه يريد أن يعرف المزيد عن هذه الدولة. وقد يجد الوقت ليزور أهم معلم للسياحة في هذا البلد حيث يجد إجابات لكثير من الأسئلة. وبهذا تكون جهة السياحة في البلد هي أول نقطة اتصال بالغريب وأول خط معرفة للثقافة. يبحث السائح أو الغريب عن جهة السياحة ليعرف عن ثقافة وحضارة وتاريخ ورؤية ومستقبل ونشاطات ومعالم بارزة في المجتمع والدولة، أي أن المعلومات التي يبحث عنها والمعرفة أهم وأكبر بكثير من الوقوف عليها مباشرة.
لكن انظروا معي إلى موقف حصل معي قبل فترة في مدينة الرياض عندما زرتها على عجل. طبعا، ألاحظ مكاتب هيئة السياحة المنتشرة في المطارات والكتيبات التي توزعها هذه المكاتب للزوار. لم أكن أعتني لانشغالي بالزيارة التي ذكرت، ولكنني عندما أنهيت مهام عمل الزيارة داخل مدينة الرياض. قررت أن أتوجه إلى أهم معرض أو متحف يعرفني عن ثقافة وحضارة ومستقبل المجتمع كي أشاهدها بعيون الغرباء. لكن المؤسف الحزين أنني لم أجد متاحف وطنية لمعالم وثقافة المجتمع تأخذ حيزا من نشاط هيئة السياحة. وتخيلوا أن المتحف الوطني السعودي يتبع لوزارة أخرى غير السياحة. وحتى عندما قررت الذهاب إليه وقتها لم أستطع أن أستدل على المكان لمعرفتي البسيطة بخرائط الرياض ولأن تعريف الأماكن ليس مهما في أغلب ثقافتنا. تخيلوا أن هذا المتحف الضخم الرائع إلى هذه اللحظة في موقعه على الإنترنت لا يحتوي على أرقام اتصال أو تعريف بهويته، وما زال يتبع كما تذكر صفحة الإنترنت، لوزارة المعارف التي تغيرت من سنوات.
إنه قصور مني في البحث عن المعلومة الصحيحة لهيئة السياحة. لكن المؤكد أنه قصور في نشر هيئة السياحة مثل هذه المعلومات حتى لو لم تكن تتبعها حاليا. وهذه المعلومات يجب أن تصل للمستفيد لا أن يبحث هو عنها. إن معرفة أهم المراكز الوطنية والمتاحف وثقافتها يجب أن تنشر وتصل لكل زائر للمدينة.
الأمر الأخير والمهم جدا هو أن تتبنى هيئة السياحة مبدأ تخصيص مركز وطني للمتاحف والمعارض بما تحملها من ثقافة وتاريخ وحضارة ومعرفة ورؤية وتعريف بهوية الوطن في المدن الرئيسية في المملكة. يجب أن تكون هذه المراكز أو المتاحف كما ذكرت أساسية مثلها مثل العلم السعودي. لأنها تجيب عن استفسار: ما هذا المجتمع؟ وما هي حضارته؟ .....إن لم توجد هذه المتاحف، فتلك مشكلة. وإن وجدت فالمشكلة أعظم لأن دورها والتعريف به ضعيف.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي