لقطات من مشهد عام

لقطة (1)
يظهر إعلان في "تداول" للشركة المساهمة "العلانية" يفيد بشراء حصة في الشركة "الفلانية"، ويتم تحديد السعر "الفلاني" ويوافق جميع أعضاء المجلس، وبعد إتمام البيع وانتهاء العملية وسداد القيمة ينكشف الغطاء، ليتضح أن الشركة "الفلانية" يملك أغلبها رئيس مجلس الإدارة في الشركة المساهمة!

لقطة (2)
تعلن إدارة المشتريات والعقود في الوزارة "الفلانية" عن المناقصة في جميع الصحف المحلية، وبعد قيام الإدارة بتأهيل الموردين وتسلم العروض يتم عمل الفحص الفني والمالي وترسى المناقصة على المورد الأفضل والأجدر، فجأة يعلن عن إلغاء المناقصة، وبعد شهر يتم ترسية المناقصة على الشركة "الفلانية" الأقل كفاءةً والأسوأ أداءً والأعلى سعراً، السر يكمن في علاقة النسب التي تربط صاحبها بمدير الدائرة!

لقطة (3)
يتم انتخاب مجلس الإدارة للشركة المساهمة من قبل الجمعية العمومية، ثم يتم تعيين المدير العام الذي كان أبرز مؤهلاته وخبراته وسيرته الذاتية أنه ابن عم رئيس المجلس وزوج ابنته، ويعين هذا المدير ابن خالته رئيساً للحسابات وهكذا دواليك، ثم يتم استنكار سبب توالي الخسائر على الشركة!

لقطة (4)
تمتلك الدولة ممثلة بصندوق الاستثمارات العامة 70 في المائة من أسهم الشركة المساهمة، ويتم انتخاب مجلس الإدارة من قبل الجمعية العمومية، ثم ينتخب المجلس رئيساً له وهو موظف حكومي بمرتبة وزير وله سلطة إشرافية على مؤسسات الإقراض، ثم تقترض الشركة المليارات من مؤسسات التمويل المحلية، ويستغرب الجمهور مخالفة الشركة للأنظمة ومعاملتها معاملة تفضيلية على المنافسين!

لقطة (5)
يقوم المطور العقاري المجتهد بالتقديم للحصول على رخصة بناء لدى البلدية لمشروعه المتميز، فيتم الرفض وبعد تلافي الملاحظات يتم تكرار الرفض وبعد عمل كل اللازم يتم استمرار الرفض مع سبق الإصرار والترصد، فتأتيه النصيحة من موظف صغير جداً في البلدية ربما يكون قهوجي المدير، تقتضي النصيحة بأن يتم الاتفاق مع المكتب الاستشاري المعماري "الفلاني" حتى يضمن الموافقة، وبعد تقديم الطلب على أوراق المكتب الاستشاري المعماري المرشح تتم الموافقة عليه من أول مرة وبدون أي ملاحظات، طبعا البركة في الشريك المستتر لصاحب المكتب!

لقطة (6)
يذهب المريض المغلوب على أمره بحثاً عن العلاج في المستشفى الخاص المشهور والمعروف طمعاً في شفائه من علة يشتكي منها، وبعد جولة من التحويلات في جميع أقسام المستشفى مرورا بقسم المختبر والأشعة والصيدلية والعلاج الطبيعي والمناظير ثم التنويم "كان المكان الوحيد الذي لم يحول إليه ذلك المريض هو مغسلة الملابس داخل المستشفى"، لم يكن السبب في كل ذلك هو حاجة المريض لذلك، لقد كان الحماس بسبب أن الطبيب المعالج يحصل على نسبة من الإيرادات الناتجة عن عيادته!

لقطة (7)
يطلب المستثمر "الهامور" قرضاً ضخماً من البنك فيحصل على جميع متطلباته من التمويل طويل الأجل وقصير المدة والاعتمادات المستندية وبدون أي ضمانات وفي زمن قياسي، في حين يطلب المستثمر "العلاني" قرضاً قصير المدى وبمبلغ أقل بكثير وبضمانات عالية، و"يتمرمط" المسكين ويطلب منه الدراسات والمستندات حتى الأيمان المغلظة قبل منحه التمويل "هذا إذا تمت الموافقة عليه"، ولكن إذا عرف السبب بطل العجب، فالمستثمر الهامور شريك لأحد أعضاء مجلس إدارة البنك في شركته الخاصة!

لقطة (8)
تذهب لكتابة العدل لإنهاء مبايعة الأرض التي اشتريتها للتو، فتشقى تسع مرات قبل إنهاء الإجراءات، والطلبات التي لا تنتهي فتضطر إلى الاتصال بمديرك لأخذ إجازة في ذلك اليوم، وأنت في تلك المعمعة إذا بذلك المتمشلح يأتي لكاتب العدل فيتوقف المكان والزمان تلك اللحظة وتصب القهوة ويقدم الشاي، والسبب ما يخدم بخيل!

لقطة (9)
يبرم رئيس الجمعية الخيرية اتفاقاً مع رئيس الشركة المساهمة، ويا للعجب العجاب يقضي هذا الاتفاق بقيام الجمعية الخيرية بإقراض الشركة قرضاً حسناً بملايين الريالات، ثم تفاجأ باتفاق آخر أن هذه المبالغ خصصت للاكتتاب في شركة أخرى لمصلحة الجمعية، لتفاجأ مرة أخرى أن هناك أكثر من اتفاق وبأكثر من صيغة، وتختلط الأوراق فلا تعرف الضحية من الجلاد، فيختلط لديك مساكين الجمعية مع مساكين المساهمين في الشركة المساهمة الذين ضاعت عليهم الفرصة، أخيراً. تزول كل صيغ التعجب والمفاجآت عندما تعرف أن رئيس الجمعية ورئيس الشركة هما شخص واحد!
غني عن الذكر ولا يغيب عن فطنة القارئ.. أن كل ما قيل أعلاه هو عينة من اللقطات من المشهد العام، وبالإمكان أن أستعرض غيرها، وهي من بنات أفكاري بالطبع.
ولتبق بعد ذلك همسة.. إذا أردت أن تبحث عن الفساد فاسأل عن المصالح المتعارضة!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي