إسماعيل وخطط السعودة

بعد ترددي للحلاقة عند إسماعيل كسر روتين الصمت بسؤالي عن أسمي و هل أنا من سٌكان مدينة الخبر أم لأ ؟ ، أجبته و بادلته الحديث بود بعد تلك الأسئلة .
أطال سكوت إسماعيل فجأة حتى أتاني بسؤال آخر يحمل الكثير من الأسى و الحزن بداخله ، كان سؤاله " لماذا وزارة العمل تتعمد تطفيشنا ؟ و هل أنتم كسعوديين تعملون بوظيفة الحلاق أو البقال أو غيره ؟ "
أحرجني إسماعيل أكثر بالحديث عن الموظف السعودي الذي قام بتعيينه مؤخراً للعمل لديه كـ " ونيس " يتقاضى مرتب 3000 ريال شهرياً ، بالفعل لم أجد مخرجاً لإنتشاله من حزنه !
المٌتعارف عليه هو أن مبدأ السعودة هو إحلال الشاب السعودي بدلاً من الأجنبي ، لكن لا زالت وزارة العمل تعمل في مسار الحلول المؤقتة لتوفير الراتب الشهري للسعودي دون الإستفادة من طاقاته المٌهدرة .
مٌنذ 10 سنوات تقريباً أفتتحت المؤسسة العامة للتدريب التقني و المهني قسم " الحلاقة و الخياطة " و لكن للأمانة لم أرى أي سعودي يعمل بهذه المهن حتى الآن ! ، و بالطبع أندثرا هذان القسمان و لم يعد الحديث عنهما مجدياً و خريجيه تحت الأنقاض مازلنا نبحث عنهم !
قرارات الوزارة العشوائية وعدم وضوح خطط السعودة تضع المٌهتمين بالتوظيف في مأزق لتحليل التوجهات المستقبلية للقضاء على البطالة بالإضافة إلى عدم وجود مخرج لأسئلة الحلاق الأتراك أمثال " إسماعيل " ! .

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي