فتاوى ديلفري.. وفتاوى تيك أوي!
قريبا تقوم الشركة المتحدة لإصدار الفتاوى المعتمدة لفرعها الجديد الذي سيقوم بإصدار الفتاوى "الديلفري" وفتاوى "التيك أوي" بأسعار منافسة وستنشر الشركة في الأيام القادمة أرقام الإيميلات والفاكسات والهواتف اللازمة، ولكن الخط الساخن المؤقت هو (....) أما الـ (إي ميل) فهو.. (ف ت و ى .. @ دوت كوم).
وما قالته هذه السطور ليس خيالا ولا خبالا ولا هذارا فقد أفلت عيار الفتاوى في بلادنا الإسلامية!!
والفتوى في الأصل هي بيان الحكم الشرعي لمَن يريد في قضية ما أو موضع ما.. وشروط صحة الفتوى أن يكون المفتي عالما مخلصا حسن النية محيطاً بأحكام القرآن الكريم والسنة المطهرة.. وشروط أخرى كثيرة.. أما ما نراه الآن فلا صلة له بالشرع ولا بالعلم، ولقد آن الأوان للعالم الإسلامي عن طريق مؤسساته الإسلامية الرسمية إيجاد طريقة أو صيغة أو نظام أو وسيلة أو.. أو.. أو.. سمِّها ما شئت لإيقاف فوضى الفتاوى.. لقد طفح الكيل فعلا، وانتشرت العدوى في كل أطراف العالم الإسلامي، فلم يعد هناك بلد إسلامي لم تصله فوضى الفتاوى، كل إمام مسجد يفتي.. كل مؤذن يفتي.. كل من قرأ كتابا يفتي.. كل من أطال لحيته يفتي.. إن استمرار هذا الوضع سوف يحدث كوارث لا حصر لها، وسوف يقود إلى مواجهات لا تحمد عقباها بين المسلمين أنفسهم، وكان آخرها فتوى لواعظ أزهري أجاز قتل من يتظاهر ضد الرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين "الشرق الأوسط" في 11/9/2012، ولعل من أخطر الفتاوى اليوم هي التي تتعرض للشأن السياسي في العالم الإسلامي، حيث تصدر وكأن المصدر لا علم له بما يقال لا من قريب ولا من بعيد، بل إن فتاواهم ما هي إلا من باب التهريج والإثارة.. ونشر الفتن والأزمات والتضليل لعامة الناس، لا بد من مواجهة هذا الموضوع بإصدار قوانين صارمة ضد غير المختصين الذين يطلقون الفتاوى دون علم ومعرفة وحسن دراية في الأمور الدنيوية والدينية، لا يتصدى للفتوى كل من هب ودب، هناك شروط على المشايخ إيضاحها للناس يجب أن تُوضِّح للعامة مَنْ هم المؤهلون لإصدار الفتاوى؛ لأن المفتي غير المؤهل عمله حرام، بل يعاقب في الدنيا والآخرة؛ لأنه يقود بعمله هذا إلى ما لا تحمد عقباه، وأقلها تضليل الناس وزعزعة الأمن والاستقرار.
على عقلاء العالم الإسلامي التحرك سريعا لإيقاف هذه الفوضى.. لقد بلغ السيل الزبى!
همس الكلام:
"في أوقات الرخاء يذكر الله قليلا.. في أوقات الشدة يدعوه كثيرا" الإنسان.