الهواتف الذكية .. شغف أم ترف؟
تعتبر الهواتف الذكية نقلة كبرى في عالم الاتصالات والتقنية لما تحمله من تقنيات وتحديثات جديدة، وحيث إنه لا يوجد تعريف موحد للهاتف الذكي إلا أنه جهاز نقال يعمل على أحد أنظمة التشغيل الحديثة عالية الأداء إما ويندوز أو أندرويد أو لينوكس وبلاك بيري، حيث أشارت الإحصائيات إلى أن عدد حاملي الهواتف النقالة حول العالم يقدر بنحو 5.5 مليار شخص من مختلف الأعمار والمستويات. لكن عندما نسلط الضوء على الهواتف الذكية تحديداً وأحدث التقنيات الجديدة نجد أن الأغلبية لا يستفاد منها بقدر القيمة المدفوعة على الهاتف الذكي كعلامة تجارية فقط، حيث نشاهد من يقتني أكثر من هاتف نقال، سواء كان ترفاً أو ملاحقة وشغفا بالتقنية وتحديثاتها.
وبما أن الهواتف الذكية تختلف من حيث الميزات والخصائص، التي تحملها إلا أن أغلبية مستخدميها يرغبون في اقتنائها لولعهم في التقنية الحديثة، أما البعض الآخر فيقتنيها ترفاً، وذلك عندما يدفع المستهلك قيمة مالية أكثر من القيمة الفعلية، التي يستفيد من البرامج والتطبيقات، التي تحملها هذه الهواتف. لقد أصبحت الهواتف الذكية مكتبا متنقلا لرجال الأعمال وكبار التنفيذيين لرغبتهم في تصفح الإنترنت والارتباط المستمر بالبريد الإلكتروني والتواصل على مدار الساعة لمتابعة أعمالهم، وفي المقابل تحولت إلى متعة وترفيه للصغار والشباب لتواصلهم الدائم في شبكات التواصل الاجتماعي والتطبيقات وتحميل الألعاب الجديدة من خلال المتاجر الإلكترونية، التي يحملها الهاتف الذكي.
وكشفت دراسة حديثة عن مدى انتشارها في السوق السعودية إلى ما يقارب 60 في المائة، ما جعلها سوقاً جاذبة لكبرى شركات الاتصالات، التي توفر عروضا شاملة للجهاز شاملة الفواتير واستخدامات الإنترنت بطريقة الأقساط الميسرة للاستحواذ على أكبر شريحة ممكنة من الفئات المستهدفة التي تتسابق على الحصول على أحدث الأجهزة في السوق. بينما قطاع تجزئة الاتصالات أصبح يبيعها بضمانات شاملة وإكسسوارات إضافية وتحميل تطبيقات مجانية لجذب المتبقي من المستهلكين في السوق. لقد أصبحت الهواتف الذكية وسيلة للبعض في الإعلان من خلالها بواسطة البرد وكاست والتسوق في متاجرها ومتابعة الأعمال والأخبار وكل ما يستجد محليا وعالميا.
في خلاصة القول، الهواتف الذكية قد تصبح شغفا لولع المهتمين بالتقنية بكل ما يستجد في سوق الاتصالات والهواتف، حتى أصبحت كبرى الشركات المصنعة للهواتف تتسابق لتسجيل براءات الاختراع وتسويقها للعالم، وقد تصبح ترفاً عندما يشتري المستهلك ما يكون فائضاً عن حاجته الفعلية، والتي تقتضي استقبال وإرسال المكالمات والرسائل النصية، التي في إمكان أي هاتف عادي الأداء القيام بها.