السوبر السعودي والتسويق الذكي
من الملفت ما حدث أمام الكاميرات العالمية من تجاوز عدد الجماهير الذين حضروا نهائي السوبر السعودي بين نادي النصر السعودي والنادي الأهلي السعودي الذي أقيم في هونج كونج المقاطعة الصينية ذات الحكم الذاتي في 23 أغسطس الماضي، حيث زاد عدد الحضور على 20 ألفاً، وقُلْ مثل هذا العدد كان في مباراة النصر السعودي والاتحاد السعودي.
هذا ميزان الحضور الجماهيري عدد محفز، وهو دليل على قوة الاستثمار الرياضي، وكيف نجحت السعودية بلفت أنظار العالم لها.
الفوائد المباشرة كبيرة من تذاكر ودعايات ورعايات مصاحبة، لكن الأكبر والأهم هي الفوائد غير المباشرة، التي صبت في جدولين في نهر النجاح، الجدول الرياضي، حيث باتت أندية النصر والاتحاد والأهلي والقادسية أشهر من نار على علم، وزادت شعبيتها دولياً، كما جنت كرة القدم السعودية سمعة عالية أسهمت في أن تكون محفزا للاعبين الأجانب بالانضمام إلى الدوري السعودي الذي أصبحت عديد من الفرق فيه على مستوى عالٍ من الجاهزية والتنافسية.
وأما الجدول الثاني فهو جدول النفع العام، فخير تسويق للسياحة في السعودية هي كرة القدم، فما بالك لو حدث ذلك في الصين التي يعتبر شعبها رقم واحد عالمياً في السياحة، كما أن مثل هذه المنافسات من عمالقة الفرق السعودية تجعل المتابع الدولي بشكل عام يتعرف على التطور والقفزات التي تعيشها السعودية.
من هنا ننطلق الى أهمية الاستثمار في كرة القدم والاستثمار بالرياضات البدنية والإلكترونية والذهنية بشكل عام، وأن كل ما يصرف فيها سيعود مضاعفاً سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، كل ما نحتاجه هو التسويق الذكي والترويج الواسع لمثل هذه الفرص الكبيرة والمنافسات القوية، فعلى سبيل المثال، الخطوة المدروسة والرائعة باختيار هونج كونج لاحتضان السوبر السعودي، فصحيح أن هونج كونج مقاطعة صينية، لكنها مشهورة على مستوى العالم ويرتادها أصحاب رؤوس الأموال، كما أن عدد المهتمين بتنوع ثرواتهم فيها مرتفع، ومن هنا فإن الصفقات المتوقعة بسبب كأس السوبر ستكون عالية، كما أن التسويق للاستثمار في الداخل السعودي سيكون محط اهتمام بالغ، وسيحقق السوبر السعودي مبتغاه بإقامته في الصين وفي هونج كونج تحديداً.
مستشار قانون دولي وتجاري وGRC