إيقاف الرحلات المدرسية
أوقفت إدارة التربية والتعليم في محافظة جدة الرحلات المدرسية إثر حادثة الغرق التي وقعت لأحد طلاب المدارس خلال رحلة ترفيهية ويأتي هذا القرار بعد تكرار وقوع هذه الحوادث حيث توفي أحد الطلاب قبل أكثر من أسبوعين في أحد الملاهي الترفيهية، وقد يكون السبب في إصدار إدارة التربية والتعليم مثل هذا القرار بوقف الرحلات المدرسية رغبة منها في إعادة النظر في وضع هذه الرحلات المدرسية وحرصاً منها على التأكد من توافر عوامل السلامة المطلوبة في المرافق التي تتم زيارتها.
ونحن كآباء نؤكد على ضرورة أن تقف إدارة التربية والتعليم هذا الموقف من هذه الرحلات، فكثيراً ما يأتي الأبناء بنماذج الموافقة على الرحلات المدرسية، وكثيراً ما يقوم الآباء بالتوقيع على الموافقة تحت ضغط الأبناء من جهة، وحرصاً على عدم عزلهم عن غيرهم من الأصدقاء من جهة أخرى، فتكون الموافقة إلزاماً إذ لا مفر من ذلك، ويتم توكيل أمر الأبناء لله ـ عز وجل ـ ليحفظهم ـ بحفظه ورعايته، وعند عودتهم من تلك الرحلات تكاد تسمع العجب العجاب سواءً من حيث وسيلة المواصلات التي نقلتهم إلى موقع الزيارة والتي كثيراً ما يشتكي منها الطلاب بأنها غير مناسبة أو من حيث نظافة المكان المعد للزيارة أو من خلال الاستعداد والتنظيم للزيارة أو حتى الوجبات التي يتم تقديمها لهم خلال الرحلة المدرسية بغض النظر عن المكان الذي يتم اختياره للزيارة.
وكلما كان المكان يحتوي على عدد من المرافق الترفيهية كالمسابح والألعاب وغيرها من الأجهزة الإلكترونية كلما كان الخوف مسيطراً على الآباء بشكل أكبر، وعلى الرغم من أن الأمور بأقدار الله ـ عز وجل ـ إلا أن سماع مثل هذه الأحداث بين فترة وأخرى يزيد من قلق الآباء مما يجعلهم يرفضون أي طلب بعد ذلك لأبنائهم للمشاركة في الرحلات المدرسية خصوصاً أن كثيرا منها لا تتوافر فيه أبسط عوامل الأمن والسلامة، كما أن عدد المشرفين على الرحلة عادة ما يكون أقل بكثير من العدد الذي يستطيع أن يسيطر على الطلاب المشاركين فيها.
وعلى الرغم من أهمية الرحلات المدرسية وما فيها من فوائد جمة إلا أن مثل هذه الحوادث وحالات الوفاة تفرض علينا أن نعيد النظر في آلية تنظيم الرحلات المدرسية وإعادة النظر في تطبيقها واختيار الأماكن التي يتم التوجه إليها وإيجاد معايير معينة يمكن من خلالها توافرها في تلك المواقع حتى يمكن أن تتم زيارتها وإتاحة الفرصة للطلاب للاستمتاع بها.
إن الرحلات المدرسية جزء رئيس من النشاط اللاصفي، ومن المؤلم أن يحرم الطلاب منه ولكن إذا ما تمت المفاضلة بين أرواح وصحة الطلاب وبين استمتاعهم، فبطبيعة الحال إن سلامتهم أولى بكثير، ولذلك فإن وقف مثل هذه الرحلات المدرسية لإعادة النظر في تنظيمها هو الأفضل.