إذا لم يكن لك حساب لن تتمكن من الاكتتاب .. لماذا؟

إذا لم يكن لك حساب لن تتمكن من الاكتتاب .. لماذا؟

إذا لم يكن لديك حساب في البنك فإنك لا تستطيع الاكتتاب في الأسهم المطروحة بالسوق الخاصة بالمجموعة السعودية للأبحاث والتسويق، التي تعتبر أكبر مؤسسة إعلامية في العالم العربي، والتي يتمنى كل مواطن أن يكون له أسهم فيها، حيث إن البنوك المتعهدة بتغطية الاكتتاب لا تسمح لك بشراء أي أسهم ما لم يكن لك حساب لدى هذه البنوك وهي، سامبا، الأهلي، الهولندي، الرياض، والفرنسي. ليس هذا فقط بل وحتى لو كان لك حساب في أحد البنوك الأخرى. والسؤال الموجه لمؤسسة النقد العربي السعودي، لماذا؟ لا شك أن كل مواطن يتمنى أن يكون له حساب في كل بنك ولكن أحيانا "تجري الرياح بما لا تشتهي السفن" قد يكون هناك أفراد وأسر دخلها الشهري ينصرف قبل أن يصرف وهناك من ليس له دخل شهري. وقد يستلف له مبلغا بسيطا يساهم به عسى أن يحصل على مثله عندما يتم التداول على هذه الأسهم. فما بالك أيضا بالمتقاعدين المحجوزة رواتبهم في بنك واحد وهو البنك العربي الوطني. ألا يمكن للمؤسسة أن تنظر بعين الاهتمام إلى هذه الشريحة الكبيرة من المجتمع السعودي. لماذا يترك للبنوك هذه حرية التصرف في هذا الأمر، لا شك أنها تحتاج إلى مقابل لخدماتها لأنها ليست مؤسسة خيرية، هذا صحيح ولكنها خلال مدة الاكتتاب وبعدها تستطيع استثمار هذه الأموال بطريقة أو أخرى وتحصل على مبالغ طائلة بجانب الرسوم التي تأخذها على الاكتتاب. البنوك لا تفتح محفظة لمواطن إلا بشروط عالية يصعب على أصحاب المبالغ البسيطة إيفاءها بينما يستطيع المواطن في الولايات المتحدة بألفي دولار أن يكون له ذلك وأيضا باستطاعته استخدام الإنترنت في حالة البيع والشراء وينفذ ذلك في خلال ثوان فقط وليس من خلال نظام التداول لدينا الذي يتعطل في اليوم أكثر من مرة. البنوك تعقد الإجراءات أمام المستثمر السعودي الذي لا يزال في بداية الاستثمار ويحاول أن ينمي استثماراته، أي أن يدها مغسولة عن المشاركة في التنمية الشاملة التي تدعو إليها الدولة حفظها الله، وأصبحت مثل مصاص الدم تستثمر أموال الناس المودعة لديها وتربح المليارات بالربع الواحد من السنة، ولا تساهم ولو بما نسبته 1 و2 في المائة لمراكز البحوث أو صندوق التنمية البشرية التي لها علاقة مباشرة بتنشيط الحركة التنموية. البنوك محدودة العدد في مملكة شاسعة الأطراف والثراء فلا يوجد أكثر من أحد عشر بنكا بينما يوجد حوالي سبعين بنكا ومصرفا في مملكة البحرين ولأن كثرتها تساعد على عملية التنافس، كما أن نظامها بعد السعودة الذي له أكثر من عقدين لم يحدث وتعارض وزارة المالية في ذلك، لماذا؟ آمل أن تنظر وزارة المالية ومؤسسة النقد العربي السعودي وأن تعيد النظر في هذه الأمور وأن تقوم بعملية التجديد والتحديث في أنظمتها وإجراءات البنوك التي لم تعد تتمشى مع طموحات هذا البلد وقادته الذين يقومون بجهد كبير في استقطاب الاستثمارات من دول العالم مع مراعاة السواد الأعظم من مواطني هذا البلد الأمين، الذي حباه الله الأمن والاستقرار "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم"، صدق الله العظيم.
إنشرها

أضف تعليق