ورقات : كل ذلك بسبب 300 ريال !

ركبت الطائرة ذات يوم مع أحد أبناء الأثرياء , تشعب بنا الحديث حتى تطرقنا لأجور الوافدين لدينا , فقال : 300 ريال كراتب شهري للعامل البنغالي كافية!! هممت بأن أقذفه من الطائرة لكن للأسف النوافذ مغلقة !! هذه الثلاثمائة هي تكلفة عشاء لواحد من أمثاله. .

حجة من يقول أن 300 ريال كافية , لأنها في المستوى الاقتصادي لدولة البنغلادش فوق الجيد , لكن يغيب عن نظرهم أنه لا يعيش في بنغلادش و إنما في السعودية , و لو قدرنا أن تكلفة أي وجبة هي ريالان , لصارت 180 ريال في الشهر , مع أنه إنسان من حقه أن يتنزه و أن يحصل على إجازة و أن يسكن في مكان ملائم , و إلى غير ذلك من متطلبات العيش الإنساني . .

و هذه بعض آثار قلة رواتب العمالة الأجنبية (الغير بيضاء طبعاً) :

1 - أن يضطر العامل , لأن يسكن (أو يتكدس بالأصح)مع مجموعة كبيرة من الأشخاص في غرفة صغيرة , يأكل أسوء الأكل و يعيش أقبح عيشة و هو يرى الخيرات من حوله , ألا يدفعه ذلك لأن يحمل مشاعر سلبية تجاه المجتمع ؟ قد يصل به الأمر أن ينتقم من المجتمع بعمل أشياء من قبيحة كما سمعنا عن من تبول في الشاي و القهوة ..

2 - 300 ريال لا تكفي , فيضطر العامل أن يعمل أي شيء في سبيل الحصول على المال , و ما نراه من قلة جودة ما يُعمل لدينا , راجع لأن العامل غير مؤهل لذلك المجال فهو يتعلم الحلاقة من رؤوسنا !و في أيام عيد الأضحى شاهد قريب على ذلك

3 - يعاني المجتمع من علة الكسل , و هذا غير مستغرب فلدينا عمالة تجوب الشوارع بحثاً عن أي عمل , و أنا حيث أسكن في شقق عزاب عرض لي أكثر من عامل أن ينظف الشقة و أن يعد الغداء وأن يغسل السيارة و أن يتسوق لي .. كأن الشباب مثل الأثرياء البُله الكسالى لديهم المال و تنقصهم الخبرة و الإرادة .

4 - نظرا لقلة راتب العامل فإنه يأتي العامل وحده و قد خلف وراءه أهله , و يمكث هنا سنين ,و مع توفر المثيرات الجنسية ,و حيث أنه ليس مجرد آلة تعمل , ألا يكون مستعداً لعمل أي شيء من أجل أن يفرغ الطاقة الجنسية التي لديه . .؟

الأعداد الغفيرة للعمالة و قلة رواتبها , لا بد أن يكون لها مخاطر كثيرة اجتماعية و أخلاقية و إقتصادية و مالم تحل فإنها ستعصف بالمجتمع.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي