القطار في الأدب الروسي.. وفي الأدب السعودي!
لا تجد قصة أو رواية لأديب روسي إلا وتجد فيها القطار.. وربما يقوم بدور البطل.. «فروسيا» بلد مترامي الأطراف.. والقطار هو الوسيلة الوحيدة لربط أجزائه الممتدة من أقصى شمال العالم إلى وسط «أوروبا».. ويقول النقاد إن «روسيا» صنعها القطار بقدر ما صنع الحفار «كتربلر» أمريكا».. ومنذ سنوات بعيدة قرأت مقالاً عن القطار في الأدب الروسي أورد الأمثلة على تواجد القطار.. بشكل مكثف في أدب «تلوستوي» و»تشيكوف» و»جوركي» و»ديستوفسكي» وسواهم من أعلام الرواية والقصة.
وقد بدا لي أن «المملكة العربية السعودية» كانت ولا تزال في حاجة إلى قطار يربط بين حدودها المترامية خاصة بين مدن المشاعر المقدسة.. وبدا لي أيضا أن الأدب السعودي لم يتطرق قط إلى القطار في القصص والروايات.. وقد فكرت طويلاً في قصة يكون القطار أحد ملامحها الرئيسية فلم أجد.. لهذا سعدت كثيراً جداً وتمنيت أن أعيش حتى أرى القطار يتحرك بين «جدة» و«مكة» و«المدينة».. وقرأت بشغف شديد ما نشر عن البدء فعلاً في ترسية الأعمال المدنية لقطار الحرمين على أن يتم الانتهاء منه خلال ثلاثة أعوام.
والتصريحات التي أدلى بها معالي الوزير الدكتور جبارة الصريصري وزير النقل تبعث على التفاؤل.. فقد أرست الوزارة على مؤسسة «الراجحي» تنفيذ الأعمال المدنية بقيمة 6.7 مليار ريال بعد مناقصة ومفاضلة بين مختلف العروض.. ثم جاءت تصريحات المهندس عبد العزيز الحقيل الرئيس العام للمؤسسة العامة للخطوط الحديدية أن القطار الذي سيسير بين «مكة المكرمة» و«المدينة المنورة» مروراً بـ «جدة» و«مطار الملك عبد العزيز» يتميز بسرعته العالية، حيث سيسير بسرعة 300 كيلو متر في الساعة.. «أي سيستغرق نصف ساعة بين «مكة» و«جدة»، وبين «جدة» و«المدينة المنورة» ساعتين فقط.
بصراحة أنا سعيد جداً بهذا المشروع.. أريد أن أركب هذا القطار.. وأن أقرأ بعد ذلك قصصاً سعودية يقوم القطار بدور البطل فيها.. وسأكتب حينئذ عن القطار.. في الأدب السعودي.