رئيس البحر الأحمر لـ "الاقتصادية": دراسة الطرح والتوجه لصناديق الريت ضمن خياراتنا
رئيس البحر الأحمر لـ "الاقتصادية": دراسة الطرح والتوجه لصناديق الريت ضمن خياراتنا
قال لـ "الاقتصادية" الرئيس التنفيذي لمجموعة البحر الأحمر الدولية جون باغانو، إن الشركة منفتحة على دراسة عدة خيارات مستقبلية، تشمل الطرح العام الأولي أو التوجه لصناديق الاستثمار العقارية "الريت" أو غيرها من الخيارات، لكنها لم تتخذ قرارات نهائية بعد، مؤكدا تركيز الشركة على استثمار الزخم القائم، مع تشغيل المنتجعات، وافتتاح المزيد من الفنادق خلال هذا العام.
وأضاف في حوار خاص مع "الاقتصادية" أن جزيرة "شورى" التي تعد القلب النابض لوجهة "البحر الأحمر" ستبدأ هذا العام باستقبال السياح في 11 منتجعًا تديرها شركات عالمية في مجال الضيافة الفاخرة، كما أن الأعمال الإنشائية في "أمالا" المتخصصة في الاستجمام والمقرر افتتاحها نهاية هذا العام، تحقق تقدمًا سريعًا، مع اكتمال البنية التحتية الأساسية واقتراب أولى الفنادق من استقبال ضيوفها.
ما مدى التقدم الذي أحرزتموه حتى الآن في مشاريع البحر الأحمر، وما الجدول الزمني المحدد للمشاريع المتبقية؟
إن رؤية ما أحرزناه من تقدمٍ في وجهة البحر الأحمر يثير الإعجاب حقاً، وهذا هو ما رسّخ مكانتها كإحدى أكثر وجهات السياحة التجديدية على مستوى العالم. فقد افتتحنا حتى الآن ستة منتجعات مميزة، من بينها "منتجع ثُول الخاص"، صُممت جميعها لتقديم تجارب فريدة.
شهد عام 2023 افتتاح منتجع "سيكس سنسز الكثبان الجنوبية، البحر الأحمر"، تلاه في أوائل عام 2024 منتجع "سانت ريجس البحر الأحمر"، ثم منتجع "نجومه – محمية ريتز كارلتون". وأخيرا، بدأ منتجع "ديزرت روك"، الواقع ضمن منحدرات جبلية مذهلة، ومنتجع "شيبارة"، وهو وجهة منعزلة في جزيرة على البحر الأحمر يمكن الوصول إليها عبر رحلة بحرية لمدة 45 دقيقة، باستقبال الضيوف، وهذان المنتجعان يمثلان إنجازًا مهمًا كونهما أول منشأتين مملوكتين ومدارتين بالكامل من قبل مجموعة البحر الأحمر الدولية.
كما قمنا بإطلاق وجهتنا الثالثة "منتجع ثُول الخاص"، الذي أصبح جاهزًا الآن لاستقبال الضيوف، حيث تقدم الوجهة تجارب فائقة الخصوصية. علاوة على ذلك، أطلقنا محفظتنا العقارية مع توفر وحدات سكنية للبيع في جزيرتي شُورى وأمّهات، إلى جانب جزيرة "لاحق"، أحدث مشاريعنا التي تم الكشف عنها في وقت سابق من هذا العام، والتي حظيت باهتمام محلي وإقليمي ودولي كبير.
وماذا عن الجزر؟
هذا العام، ستبدأ جزيرة "شُورى"، القلب النابض لوجهة "البحر الأحمر"، باستقبال الضيوف في 11 منتجعًا تديرها شركات عالمية في مجال الضيافة الفاخرة، تشمل: إديشن البحر الأحمر، فايينا البحر الأحمر، فيرمونت البحر الأحمر، منتجع فورسيزونز البحر الأحمر، جراند حياة البحر الأحمر، منتجع إنتركونتيننتال البحر الأحمر، جميرا البحر الأحمر، ميرافال البحر الأحمر، رافلز البحر الأحمر، روزوود البحر الأحمر، إس إل إس البحر الأحمر.
أما بالنسبة لـ "أمالا"، وجهتنا المتخصصة في الاستجمام والرفاهية والمقرر افتتاحها نهاية هذا العام، فتشهد الأعمال الإنشائية فيه تقدمًا سريعًا، مع اكتمال البنية التحتية الأساسية واقتراب أولى الفنادق الفاخرة من استقبال ضيوفها. وقد تم الإعلان عن مجموعة مختارة من العلامات العالمية في الضيافة والاستجمام، منها: منتجع جاياسوم الصحي، روزوود، سيكس سنسز، إكوينوكس، منتجع فورسيزونز أمالا – تربل باي، الريتز-كارلتون، منتجع كلينيك لابريري الصحي، ومنتجع نامّوس، والذين سيجسدون رؤية أمالا من خلال تقديم تجارب استثنائية في مجالات الاستشفاء والاستكشاف والتجديد.
استقطاب استثمارات
أعلنتم عن خطط لجمع 4 مليارات دولار لتسهيل المرحلة الثانية من مشروع البحر الأحمر، كم تقدرون الأموال التي جمعتموها خلال الأشهر الستة الماضية؟
نجحت مجموعة البحر الأحمر الدولية في استقطاب استثمارات كبيرة، ما يُظهر ثقة عالية بقدرتنا على تنفيذ وجهة عالمية المستوى، حيث نحن مطوّر ومشغّل متكامل رأسياً، ونتبع إستراتيجية تمويل متنوعة تشمل مساهمات من صندوق الاستثمارات العامة، واستثمارات خاصة، وتمويل بالدين، مما يمكننا من التقدم بوتيرة متسارعة في وجهة البحر الأحمر وبقية الوجهات التابعة لنا.
هل تم اللجوء إلى تمويل خارجي مثل الصناديق السيادية أو البنوك الدولية؟
منذ أكثر من ستة أشهر، ساعدنا شركاءنا على الوصول إلى الإغلاق المالي لاتفاقية تمويل منشأة البنية التحتية لمرافق متعددة في أمالا بقيمة 1.5 مليار دولار ، بالشراكة مع شركات عالمية مثل كوريا إيست ويست باور، ومجموعة EDF، ومصدر، وسويز، ما يؤكد ثقة مجتمع الأعمال والاستثمار الدولي في وجهاتنا.
إضافة إلى جذب الاستثمارات الخارجية، نحن روّاد في التمويل المستدام، فقد حصلنا على قرض أخضر بقيمة 14.12 مليار ريال (3.76 مليار دولار) كأول تمويل أخضر مُقوَّم بالريال في السعودية، معتمد وفق مبادئ السندات الخضراء، مما يُظهر التزام "البحر الأحمر الدولية" بالممارسات البيئية والاجتماعية وممارسات الاستدامة.
كما أتممنا شراكتين مع مستثمرين محليين لتطوير فندقين في جزيرة "شورى"، الأولى مع شركة المطلق للاستثمار العقاري لتطوير فندق جميرا البحر الأحمر بتمويل 1.4 مليار ريال من بنك الخليج الدولي، والثانية مع شركة المملكة القابضة لتطوير فندق فورسيزونز البحر الأحمر بتمويل قدره 2 مليار ريال من بنك الرياض.
- ما هو متوسط العدد الشهري الحالي للزوار في الوجهات المشغلة بالكامل؟
فنادقنا تستقبل الضيوف من السعودية وشتى أنحاء العالم؛ من الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة وأستراليا والهند، إلى جانب دول الجوار. ومع بدء تشغيل أول منتجعاتنا منذ ما يزيد قليلاً عن عام، فإن الأرقام الحالية مشجعة وتزداد شهريًا. ونتوقع نموًا أكبر مع افتتاح المزيد من المنتجعات، وبدء وجهة "أمالا" في استقبال الضيوف، والأهم من ذلك الافتتاح الرسمي لـ "مطار البحر الأحمر الدولي"، الذي تم تصميمه بطاقة استيعابية تبلغ مليون مسافر سنويًا بحلول نهاية عام 2030.
تدشين 11 منتجعا
ما رؤيتكم للنمو خلال السنوات الثلاث المقبلة مع التوسع في الوجهات المشغلة؟
تسعى مجموعة البحر الأحمر خلال الأعوام الثلاثة المقبلة إلى زيادة أعمالها بشكل كبير عبر افتتاح مزيد من المنتجعات المذهلة في البحر الأحمر، وعلى رأسها 11 منتجعاً في جزيرة "شورى"، كما تعد جزيرة "شورى"، الواقعة على بعد 30 دقيقة من مطار "البحر الأحمر الدولي" عبر أطول جسر داخلي في السعودية، تجربة ساحرة بكل المقاييس.
أما وجهة "أمالا"، فقد دخلت المرحلة الأولى من التنفيذ بوتيرة متسارعة، ومن المقرر أن تستقبل أول ضيوفها هذا العام، مما يكرّس مكانتها كوجهة عالمية رائدة في تجارب الصحة والاستجمام. كما تشهد محفظتنا العقارية أداءً قويًا منذ إطلاقها في أوائل هذا العام، مع تزايد ملحوظ في رغبة المشترين من خارج السعودية، وهو ما يُظهر قوة الاهتمام الدولي بالوجهة.
إضافة إلى ذلك، فقد افتتحنا أيضًا "بوتانيكا" أكبر مشتل طبيعي في المنطقة.
120 ألف وظيفة
كم عدد الفرص الوظيفية التي يتوقع أن يوفرها المشروع؟
تستهدف "البحر الأحمر الدولية" توفير 120 ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة عبر وجهات "البحر الأحمر" و"أمالا"، في مجالات تشمل الضيافة، والبناء، وخدمات المطار، والحفاظ على البيئة. ونحن ملتزمون إلى أبعد حد بتوفير فرص اقتصادية حقيقية للسعوديين، ولذا أطلقنا عديدا من البرامج التعليمية، وأحدها كان مؤخرًا بالتعاون مع شركة "Oracle" لتدريب 5 آلاف مواطن سعودي على مهارات تقنية المعلومات المطلوبة في سوق العمل.
هل لدى "البحر الأحمر الدولية" خطط لعمليات استحواذ استراتيجية في المستقبل القريب؟
كوننا مطورًا متكاملًا رأسيًا، ركّزنا على إنشاء شركات تابعة تساعدنا على تحقيق هدفنا في بناء وجهات سياحية متجددة مسؤولة عالميًا. ومن هذه الشركات "فلاي ريد سي" للطائرات المائية و "البحر الأحمر للخدمات الأمنية" التي توفر الأمن المتخصص المركز على قطاع السياحة، بهدف ضمان أعلى مستويات الجودة وتعظيم القيمة عبر دورة المشروع.
كما نركز دومًا على التعاون مع جهات تشاركنا الالتزام بالاستدامة والابتكار، وقد عقدنا شراكات مع علامات تجارية عالمية مثل "سيكس سنسز" و "إكوينوكس" و "ريتز كارلتون" لتشغيل فنادقنا، وهو ما يظهر اهتمامنا بالشراكات التي ترفع من جودة عروضنا وبرامجنا في مجالات السياحة الفاخرة.
المنافسة العالمية
في ظل المنافسة العالمية في قطاع السياحة الفاخرة، كيف تستطيعون عمل توازن بين تكاليف تشغيل منتجعات مثل "نامّوس" في أمالا والعوائد المستهدفة؟
نحن بصدد توفير مجموعة من العلامات التجارية الشهيرة عالميًا التي تُظهر التزامنا بمعايير التميز والرفاهية والمسؤولية البيئية عبر وجهتي "البحر الأحمر" و"أمالا"، ونؤمن بأن التزامنا بالسياحة المتجددة يجذب فئة من الضيوف المستعدين للإنفاق على تجارب ذات أثر إيجابي على الطبيعة. وهذا الأمر يشكل عاملًا فارقًا قويًا ونقطة جذب للعلامة التجارية.
ومن خلال توسيع محفظة المشاريع لدينا، والتي تضم جزيرة "شورى" التي تفتح أبوابها للزوار هذا العام، فإننا نحرص على إتاحة ساحل البحر الأحمر لجميع الشرائح من الزوار.
الرهان على السياحة المتجددة
- ما الفارق بين وجهة "البحر الأحمر" ووجهات سياحية عالمية مثل المالديف أو سيشل؟
- إن وجهة "البحر الأحمر" تتفوق على غيرها من الوجهات بموقعها الاستراتيجي، حيث أنها قريبة من 250 مليون نسمة ضمن نطاق ثلاث ساعات طيران، إضافة إلى تقديمها أكثر من مجرد تجربة فاخرة بمعناها المعتاد، حيث تقدم الفخامة بمفهوم جديد تمامًا وتدمج المشاركة الفعالة والتأثير في الترفيه. ونحن نفخر دومًا بأننا لا نقتصر على توفير وجهات على طبيعتها البكر فقط، بل نعمل بشكل جاد على تحسينها وتعزيزها في إطار نموذج من ابتكارنا للسياحة المتجددة. وهذا يعني أن زيارة الضيوف للوجهة تسهم في استعادة الأنظمة البيئية الحيوية وازدهارها، بدءًا من الشعب المرجانية إلى غابات المانجروف؛ أي أننا نقدم فخامة موجهة ذات غرض راقي، وهو ما لا تقدمه أي وجهة أخرى بهذا الحجم.
ما الوضع الحالي لاستقبال الضيوف؟
بدأت وجهة "البحر الأحمر" بالفعل في استقبال أول ضيوفها عام 2023، والآن يوجد خمسة منتجعات تفتح ذراعيها للترحيب بالزوار. هذا العام، ستبدأ الجزيرة الرئيسية في الوجهة جزيرة "شورى" في استقبال الضيوف عبر 11 منتجعًا فاخرًا، تديرها نخبة من العلامات العالمية في مجال الضيافة الفاخرة. كما تستعد وجهة الاستشفاء والنقاهة "أمالا" لافتتاح ثمانية منتجعات خلال الأشهر القليلة القادمة، أيضًا بالتعاون مع علامات تجارية عالمية مميزة.
الطرح للاكتتاب
هل هناك توجه لدى الشركة لإدراج بعض مشاريعها في السوق المالية؟
- مع نمو الشركة وتطور أعمالها، فنحن نرحب بدراسة عدة خيارات مستقبلية، تشمل الطرح العام الأولي (IPO) أو صناديق الاستثمار العقارية (REIT) أو غيرها من الخيارات، لكن لا توجد قرارات نهائية بعد. في الوقت الراهن، ينصب تركيزنا على استثمار الزخم القائم، مع تشغيل المنتجعات، واستقبال الضيوف، وافتتاح مزيدٍ من الفنادق خلال هذا العام.
ما العائد المتوقع للمشروع على الناتج المحلي الإجمالي للسعودية في السنوات المقبلة؟
نتوقع أن تُسهم أعمالنا في وجهات "البحر الأحمر" و"أمالا" ومنتجع "ثول" الخاص بنحو 33 مليار ريال سنويًا في الناتج المحلي الإجمالي للسعودية، كما نُسهم بدورٍ فعال في تحقيق مستهدفات السعودية برفع مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلي الإجمالي إلى 10% واستقطاب 150 مليون زائر، بما يعزّز مكانتها ضمن أبرز عشر وجهات سياحية عالمية بحلول عام 2030.