الأطعمة النباتية والنمو المتسارع

حققت الأطعمة النباتية في العقدين الماضيين قفزات كبيرة، على صعيدي النوع والحجم المالي لسوقها المتزايدة.

وانتشرت هذه الأطعمة بصورة كبيرة أيضا في أغلبية المجتمعات الغربية، التي شهدت انتشارا واسعا لما أصبح يسمى "الغذاء الصحي"، الذي يركز على المنتجات النباتية المباشرة، وتلك التي تدخل في التصنيع.

ففي الأعوام الماضية، ظهرت على أرفف محال بيع التجزئة الكبيرة، لحوم وألبان وأجبان نباتية، وهي تمنح متناولها حقا الطعم الطبيعي لمثيلاتها الحيوانية.

وفي غضون فترة قصيرة، بدأت هذه المنتجات تنتشر حتى في المحال التجارية الصغيرة، ما يعزز الاعتقاد أنها باتت جزءا أصيلا من النظام الغذائي في هذا المجتمع أو ذاك.

وإذا ما أضفنا دور جمعيات المجتمع المدني المناوئة إلى الاستهلاك الحيواني، فإن التحولات بهذا الخصوص باتت هي أيضا متسارعة.
في غضون عقد من الزمن، تراجعت أسعار الأطعمة النباتية التي بدأت عالية، ما يعني أن زخم الإنتاج ارتفع، وأسعار المواد الأولية تراجعت.

وفي تقرير نشرته صحيفة "الاقتصادية"، تشير التوقعات إلى أن حجم سوق هذا النوع من الأطعمة يقترب من 100 مليار دولار بنهاية العقد الجاري.

بعض المختصين يعتقدون أن نمو هذه السوق سيكون أسرع حتى مما يتوقعه الخبراء، نتيجة الدعم الذي تتلقاه حتى من جانب الجهات الصحية الرسمية، على اعتبار أن مخاطرها الصحية تبقى أقل من غيرها من الأطعمة الأخرى.

وتمر الأطعمة النباتية بما مرت به المنتجات الغذائية العضوية، التي باتت متوافرة بصورة أكبر وأقل تكلفة الآن أكثر من أي وقت مضى.

وهذا يدعم توقعات النمو، التي وإن تفاوتت، إلا أنها تبقى عالية.
وبحسب بعض الجهات المختصة، فإن القيمة الإجمالية لسوق الأطعمة النباتية، بلغت في العام الماضي 27 مليار دولار، وبحلول 2030 ستتجاوز 65 مليار دولار، أي بمعدل نمو يقترب من 11 في المائة. وهذه نسبة كبيرة بالفعل، الأمر الذي يكرس حقيقة أن هذه الأطعمة ستواصل الانتشار لدى جميع الشرائح في هذا المجتمع أو ذاك.

وبصرف النظر عن بقية التقديرات إلا أنها تجمع تقريبا على أن إجمالي حجم سوق الأطعمة المشار إليها لن يكون أقل من 95 مليار دولار بنهاية العقد الحالي.

وهذا يطرح علامات استفهام حول حجم السوق الموازية، إذ إن نسبة متصاعدة من المستهلكين تخرج من هذه السوق إلى السوق الجديدة المتنامية، في ظل تراجع لافت لأسعارها في محال بيع التجزئة.
اللافت أيضا النمو الكبير للطلب على الأطعمة النباتية "لحوم بأنواعها، أجبان، ألبان" يشمل بصورة متصاعدة أيضا بوابات التجارة الإلكترونية، وهذه المنافذ تعد مؤشرا يمكن الاعتماد عليه في قراءة توسع نطاق هذه الأطعمة.

فوفقا لبعض الدراسات، ستشكل سوق الأطعمة النباتية ما يصل إلى نحو 8 في المائة من سوق البروتين على مستوى العالم بحلول 2030.

وحتى ذلك التاريخ سيصل الطلب على البروتين الحيواني ومنتجات الألبان إلى 1.2 تريليون دولار. وهذا أيضا يدعم التوقعات بحجم سوق الأطعمة النباتية بشكل عام.

بالطبع يختلف نمو الاستهلاك بين منطقة وأخرى حول العالم، بحسب عدد السكان في هذه أو تلك، إلا أن الأطعمة النباتية تنتشر بسرعة في كل المناطق، ولا سيما في القارة الآسيوية التي تضم نحو 4.6 مليار نسمة.

في حين إن هذه الأطعمة تنتشر بسرعة على الساحة الأوروبية التي تعتمد ثقافة غذائية إرشادية - إن جاز القول.
سوق الأطعمة النباتية تتوسع، وستنتقل إلى مراحل جديدة، خصوصا مع تراجع أسعار المواد الأولية وسهولة التصنيع، التي بدأت كغيرها من الصناعات صعبة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي