جائزة مكة للتميز
التميز والارتقاء بالمجتمعات سمات القيادات الواثقة من نفسها وقدراتها والمطمئنة بولاء شعوبها لأوطانها وحرص شعوبها على العمل على تحقيق أهداف ورؤية التميز بما يضمن العيش الكريم لجميع المواطنين والمقيمين على أرض الوطن, ولهذا نرى نماذج قيادية لمختلف دول العالم يبرز منها نوعان من القيادات, قيادات تحاول إشغال شعوبها بالحروب والمشكلات الداخلية وجعلهم يعيشون حياة من العمل المرهق والحياة غير المستقرة من أجل إشغالهم عن التفكير أو الاعتراض على الفساد الإداري والتجاوزات القيادية, ومثل هذا النموذج معروف لنا جميعا, وهناك قيادات تسعى إلى دفع مجتمعاتها نحو التطوير والتميز, وقيادة المملكة العربية السعودية ـ ولله الحمد ـ تقف خلف كل تطوير وعمل جاد للدفع بالعمل نحو التميز والعطاء الذي يجعل من المملكة في مصاف الدول المتقدمة, هذا الجهد المبارك نراه في حرص خادم الحرمين الشريفين على التعريف بالمملكة العربية السعودية وإمكاناتها الاقتصادية والتنموية في كل المحافل الدولية والاجتماعية والمؤتمرات الإقليمية والدولية والمحلية, وقيامه ـ يحفظه الله ـ بزيارات لمختلف دول العالم لهذا الغرض يعاضده في ذلك ولي العهد.
من هذه الجهود المباركة وغيرها كثير بنى أمير منطقة مكة المكرمة رؤية تنموية شاملة متوازنة ومتوازية ومستدامة لمنطقة مكة المكرمة ذات محورين أساسيين يهتمان ببناء الإنسان وتنمية المكان وتنطلق بأهدافها نحو العالم الأول وفق خطة زمنية ذات ثلاثة مستويات, رؤية لمدة 25 عاما وخطة عشرية تتزامن مع خطط الدولة الخمسية للمشاريع والمرافق العامة وتوطين الاستثمارات وإيجاد فرص العمل وخطة عاجلة لمعالجة القضايا الملحة المطلوب تنفيذها لتحقيق أهداف استراتيجية تنمية المنطقة وتأتي على قائمة القضايا الملحة الانتقال بالفكر والتفكير من الرؤية السلبية والإحباط إلى الفكر الخلاق والثقافة التي تقوم على التفاؤل والأمل والطموح وفق نماذج سعودية نجحت في تحقيق ذلك, وأكد أمير المنطقة هذا الأمر من خلال لقاءاته ومحاضراته عن ثقافة الإحباط ودورها في قتل التطوير, خصوصا عندما يقف خلفها من يريد لهذا البلد المبارك أن يعيش بين الحفر, هذه النظرة المتميزة انطلقت إلى التحفيز التنموي المبني على التميز من خلال جائزة تربط بين مكة المكرمة والتميز.
جائزة مكة للتميز جاءت كأحد مخرجات استراتيجية تنمية منطقة مكة المكرمة الدافعة لتحقيق أهدافها تحت مظلة مجلس مكة الثقافي المنبثق من مجلس المنطقة.
السؤال الذي سئل ويسأل: لماذا جائزة مكة في هذا الوقت؟ ولماذا كلمة التميز في صلب الجائزة؟ ولماذا وضع الجائزة باسم مكة؟ وللإجابة عن هذا السؤال أبدأ بلماذا جائزة باسم مكة؟ الجواب هو أن مكة تعكس عظمة المكان الخاص لوجود بيت الله "إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين".
وهذا المكان هو أحد المحورين الأساسيين لاستراتيجية تنمية المنطقة من خلال تنمية المكان, التنمية التي تحقق لساكنيها الاستقرار والطمأنينة والانتماء بما يحقق الرفع من عطائهم وتميزهم بين أقرانهم في المناطق الأخرى, ثم جاءت كلمة التميز لتحقيق هذا الهدف في التميز عن الآخرين, خصوصا إذا ما عرفنا أن العالم اليوم يركز على أهمية الاستثمار في الموارد والطاقات البشرية, ولهذا سمي القرن الـ 21 قرن الاستثمار في الموارد البشرية, استثمار تنافسي يستفيد من الإمكانات المادية والاتفاقيات الدولية, التي تأتي على رأسها اتفاقية منظمة التجارة العالمية .
التميز هنا يأتي ليؤكد احترام وشكر العمل الذي يخرج عن الطبيعي أو المطلوب أو المفروض سواء من الأفراد أو مؤسسات الدولة في مختلف القطاعات الحكومية والخاصة والأكاديمية والإعلامية والاجتماعية وغيرها دون تفريق لسن أو جنس وإنما انطلاقا من روح المنافسة الشريفة التي تبرز التميز وتقدم النموذج المشرف لإنسان المنطقة بشكل خاص وإنسان المملكة بشكل عام.
جائزة مكة للتميز جاءت وفق تميز رؤية أمير المنطقة الأمير خالد الفيصل لمعرفته بتميز مكانة مكة المكرمة محليا وإقليميا وعالميا وتميز إنسانها السعودي العربي المسلم, ومعرفة سموه أن العالم اليوم يبحث عن النموذج والقدوة الصالحة بعد التجارب الكثيرة والطويلة التي عاشها خلال العقود الماضية, هذه بكل بساطة جائزة مكة للتميز التي تهدف إلى أن تكون إحدى الأذرع التنموية التي تعمل على تحقيق أهداف استراتيجية منطقة مكة المكرمة, بارك الله في الجهود التي تعمل من أجل وطن سعودي الانتماء, عربي اللسان, إسلامي المعتمد وعالمي الطموح.
وقفة تأمل
وقالوا شرعة الإسلام تقضي
بتفضيل الذين على اللواتي
وقالوا إن معنى العلم شيء
تضيق به صدور الغانيات
وقالوا الجاهلات أعف نفسا
عن الفحشا من المتعلمات
لقد كذبوا على الإسلام كذبا
تزول الشم منه مزلزلات
أليس العلم في الإسلام فرضا
على أبنائه وعلى البنات