أثرياء .. على حسابك

يحلم بالثراء كثير من البسطاء وأصحاب الدخل المحدود الذين يشكلون النسبة الأكبر من سكان العالم .. ولذلك يتوسدون أحلامهم كل ليلة وينامون!
لهث هؤلاء خلف تحقيق الثروة من أهم أسبابه تلك المظاهر الباذخة التي يستعرض بها الأثرياء تفاصيل يومهم في وسائل التواصل الاجتماعي، فتجد أعين هؤلاء البسطاء تتابع يومياتهم المخملية ما بين إقامة في فنادق فخمة ووجبات في مطاعم راقية وسياحة في بلدان أوروبية، واستعراض لزوايا قصورهم ومنازلهم الفسيحة وسياراتهم الفارهة وملابسهم الثمينة. كل هذه التفاصيل التي يراقبها يوميا محدود الدخل تورث في قلبه الحسرة والألم على واقعه وتشعره بالسخط على حياته المتواضعة التي يعيشها وبالتالي يتضاءل إحساسه بالنعم المتوافرة في حياته ولا يشعر بالامتنان لوجودها طالما أنه محروم من الثروة والثراء!
ومن هنا بدأ بعض الأذكياء بالعزف على وتر الثراء وإيهام البسطاء بأنهم قادرون على تحويلهم إلى أثرياء، ولأن الغريق يتعلق بقشة فقد صدقوهم، ومن هنا برز مؤلفون من نوع آخر فدغدغوا مشاعر الطامحين للمال بعناوين جذابة لكتبهم مثل "كيف تصبح من أصحاب الملايين" و"كيف تكون مليونيرا" و"كيف تفكر كمليونير" المضحك المبكي في الموضوع أن هؤلاء المؤلفين تحولوا إلى أثرياء بعد أن بيعت ملايين النسخ من كتبهم بينما البسطاء الحالمين ما زالوا "محلك سر"، وحسب موقع أمازون فهناك أربعين ألف كتاب كلها تدور حول هذه العناوين الخادعة!
_ تحقيق الثراء ليس مصباح علاء الدين تمسح عليه فيخرج منه المارد ليحقق لك أحلامك، هذا كله هراء إن صدقته فستمر عليك السنون وحالك كما هو لم يتغير .. فالأحلام لا يحققها من يجلس على قارعة الطريق ويؤجر عقله للعابرين!
_ الخطوة الأولى التي ستجعل منك ثريا أن تستشعر نعم الله عليك في حياتك هذا الإحساس بالامتنان سيعلمك كيف تشكر ربك والشكر سيجعل عطايا الرحمن تهطل عليك (ولئن شكرتم لأزيدنكم).
الخطوة الثانية أن تصنع لك أهدافا قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى وتؤمن بقدرتك على تحقيق هذه الأهداف مهما كانت التحديات في طريقك.
الخطوة الثالثة أن تؤمن بأن لا أحد يستطيع تغيير واقعك _ من بعد الله تعالى _ إلا أنت وبما تملكه من همة وعزم وإرادة!
وخزة : يقول زيج زيجلر: "ما أنت عليه والمكان الذي أنت فيه هما نتاج تفكيرك، ولكي تغير ما أنت عليه والمكان الذي أنت فيه غير طريقة تفكيرك".

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي