كيف امتصت الصناعة اليابانية صدمة الرسوم الأمريكية؟

كيف امتصت الصناعة اليابانية صدمة الرسوم الأمريكية؟
AP

رغم التهديد الذي تمثله الرسوم الجمركية الأمريكية، يبدو أن مصنّعي أدوات الآلات وقطع غيار الروبوتات الصناعية في اليابان يسيرون بخطى واثقة نحو عام مالي واعد، مدفوعين بانتعاش قوي في الطلب من الصين وصناعة أشباه الموصلات العالمية.

وبحسب البيانات الأولية الصادرة عن رابطة مصنعي أدوات الآلات اليابانية، ارتفعت الطلبات الإجمالية 8% خلال أبريل لتصل إلى 130.2 مليار ين (نحو 894 مليون دولار). ورغم انخفاض الطلب المحلي 5%، فإن الطلب الخارجي ارتفع 13% إلى 95.7 مليارَ ين، ما يشير إلى استقرار نسبي في أداء القطاع العالمي. وأكدت الرابطة أن تأثير سياسات الرسوم الجمركية التي تبنتها إدارة ترامب لم يظهر بشكل ملحوظ حتى الآن، وسط مؤشرات على أن السوق العالمية تمتص الصدمة بشكل تدريجي، وفقا لـ "نيكاي آسيا".

شركة "ماكينو" لتصنيع الآلات عالية الدقة تتوقع تحقيق مبيعات وأرباح تشغيلية قياسية خلال العام المالي الجاري، رغم تأثيرات سلبية متوقعة من ارتفاع سعر الين بنحو 11.3 مليارَ ين على المبيعات و2.1 مليارَ ين على الأرباح. وتستفيد "ماكينو" من مبيعاتها في السوق الأميركية التي تمثل 30% من إجمالي إيراداتها، إذ لا تواجه فيها منافسة كبيرة.

أما في السوق الآسيوية، والتي تمثل 40% من مبيعات "ماكينو"، فتتزايد الخطط الصينية الطموحة لتصنيع السيارات الكهربائية والهجينة، ما ينعكس إيجاباً على الطلب على معدات تصنيع المكونات الإلكترونية والحواسيب والهواتف الذكية، وفقاً لرئيس الشركة شوتارو ميازاكي.

بدورها، تتوقع شركة "أوكوما" ارتفاع مبيعاتها وأرباحها التشغيلية للمرة الأولى منذ عامين، مستفيدة من تعافي قطاعات الطيران والرقائق، بالإضافة إلى نقل بعض القدرات الإنتاجية إلى الولايات المتحدة كرد فعل على الرسوم الجمركية.

ورغم تأثر شركة "SMC" المتخصصة بقطع التشغيل الآلي للمصانع بانخفاض قدره 55 مليار ين في الإيرادات بسبب الرسوم وتقلبات العملة، فإن الطلب الصيني القوي قد يعوض ذلك، لتسجل الشركة أول نمو في المبيعات والأرباح منذ ثلاث سنوات. ويرى محللون أن التراجع السابق في استثمارات قطاع الرقائق والسيارات بدأ يتلاشى، مع بروز مؤشرات على تعافٍ كامل خلال العام الحالي، رغم بعض المخاوف من انتكاسة محتملة في الطلب.

لا تزال شركات مثل "ميسومي" و"فانوك" تتحلى بالحذر، إذ تتوقع الأولى تراجعاً في المبيعات والأرباح، بينما لم تصدر "فانوك" بعد توقعاتها المالية، في ظل حالة من عدم اليقين بشأن مستقبل الرسوم الجمركية الأميركية. يظهر قطاع التصنيع الياباني مرونة لافتة، مدعوما بانتعاش الطلب في الصين والرقائق. التفاؤل مستمر بتجاوز الأزمة من خلال تنويع الأسواق وتوسيع الإنتاج، ما يعزز مكانة اليابان في سلاسل التوريد العالمية.

الأكثر قراءة