من 150 ألف ريال إلى 100 ريال .. كيف انخفضت تكلفة إنشاء متجر إلكتروني في السعودية؟

قبل عقد كانت تكلفة إنشاء متجر إلكتروني تصل إلى 150 ألف ريال سعودي، ويتطلب استعانة بفريق تقني متخصص، وأشهر من العمل المتواصل، أما اليوم، فبإمكان أي رائد أعمال في أي مكان إطلاق متجره خلال يوم واحد، وبمتوسط تكلفة 100 ريال شهرياً.

وقال المختص التقني عبدالله السبع لـ"الاقتصادية": "إن إنشاء متجر إلكتروني في عام 2014 وما قبله، كان يتطلب تكاليف باهظة جداً قد تصل إلى 150 ألف ريال، إضافة إلى صعوبات تقنية مثل ربط أنظمة الدفع وعدم وجود دعم خدمات مثل (أبل باي) ما كان يؤدي إلى انخفاض في نسبة إكمال الطلبات، حيث لا يتجاوز 10% من العملاء إتمام عمليات الشراء".

السبع قال "إنه مع ظهور منصات مثل (زد) و(سلة) أصبح بإمكان أي شخص فتح متجر جاهز مقابل 99 أو 100 ريال فقط، مع حلول دفع سهلة وتجربة متكاملة، رفعت نسب إكمال الطلبات إلى 90%".

وتابع: "مثل هذه المنصات مكنت التجار وحتى الأفراد العاديين من إنشاء متاجرهم الخاصة ودخول السوق دون خبرة مسبقة أو فريق متخصص، بمجرد الاشتراك في إحدى منصات البيع يبدأ إضافة منتجاته وحساباته البنكية، ويباشر عمله، وهذا ما أحدث تحولاَ كبيرا في مشهد المتاجر الإلكترونية".

يعود هذا الانخفاض إلى تطور الأدوات، ودمج مزايا مثل حلول الاستضافة والدفع الإلكتروني، إضافة إلى وفرة القوالب المجانية وسهولة الاستخدام التي تتيح لغير المتخصصين بناء متجرهم بأنفسهم .

في السعودية برزت متاجر إلكترونية محلية مثل "زد" و"سلة" لرواد الأعمال، فمثلا تقدم منصة سلة باقات تبدأ من 99 ريالا شهريا للأفراد والأسر المنتجة و299 ريالا للشركات والمؤسسات، بعضها مزايا متقدمة مثل أدوات التسويق وتحليلات الأداء، أما منصة زد فتوفر باقات تبدأ من 83 ريالًا إلى 333 ريالا شهريًا، مع إمكانية الوصول إلى مزايا مثل تقارير المبيعات المتقدمة ودعم فني مخصص.

قال مازن الضراب الرئيس التنفيذي لشركة زد لـ"الاقتصادية"، "إن عدد المتاجر الإلكترونية في السعودية يتجاوز 100 ألف متجر، خصوصاً بعد جائحة كورونا توجهت أغلب المحال التقليدية إلى إنشاء مواقع إلكترونية، وبين أكثر من مليون شخص يحملون وثيقة عمل حر في السعودية 40 ألف شخص منهم يمارسون نشاط التجارة الإلكترونية عن طريق هذه الوثيقة".

حتى المتاجر التي تتطلب تطويرًا مخصصًا والتي غالبًا ما تعتمدها الشركات الكبرى سجلت انخفاضًا ملحوظًا في الحد الأدنى للتكلفة، من 20 ألف دولار في 2015 إلى نحو 10 آلاف دولار في 2025، بحسب تقرير SpdLoad (2025)

لكن الحد الأعلى ارتفع بشكل كبير ليصل إلى 250 ألف دولار، بسبب تنوع وتعقيد المتطلبات لبعض المتاجر الضخمة، خصوصًا تلك التي تدمج خدمات الشحن، إدارة المخزون، والذكاء الاصطناعي في تجربة المستخدم، وفقا لـ OuterBox

قبل 10 سنوات كانت المتاجر الإلكترونية حكرا على الشركات أو أصحاب رؤوس الأموال، أما الآن فتطورت الأدوات، ودمج الحلول الذكية مع بوابات الدفع والتسويق جعل من التجارة الإلكترونية أرضًا خصبة للمستقلين والمبتكرين.

التحول في التكلفة ليس فقط في الأرقام، بل في فرص السوق، ما كان يحتاج إلى رأسمال كبير أصبح الآن متاحًا عبر اشتراك شهري بسيط، وما كان يتطلب فريقًا من المطورين، صار متاحًا بسهولة وسرعة وتكلفة أقل.