ازدهار متبوع بازدهار
السعوديون والسعوديات المتنعمون بالحياة الكريمة يستحضرون بمزيد من الاعتزاز والفخر حجم القفزات التنموية التي عاشتها المملكة لتحقيق التطلعات، وما زال جل هؤلاء يستذكرون قصص وتفاصيل البدايات التي قفزت معها البلاد إلى صفوف العشرين الكبار من قاعدة الشح والفاقة، متهيئة لتحقيق جودة الحياة التي أشرقت ملامحها، فأضحى السعوديون والسعوديات الأكثر سعادة وطمأنينة وأمنا بين المجتمعات كافة، بشهادات عالمية تعزز القدرة والمكانة مدعومة بما تحقق بالجانب التحصيلي العلمي لأبنائنا وبناتنا في مجالات لا حصر لها، حتى بات التفوق السعودي عنوانا صارخا للتنافسية الدولية في جميع المجالات.
صحيح أننا لسنا مجتمعا ملائكيا إلا أن الأكثر صحة أننا نعيش تفاصيل التنمية بأساليب مدهشة للقاصي والداني، بلغت إرغام العدو قبل الصديق على الاعتراف بحجم وقيمة المملكة التي استمدت قوتها من قيادة حكيمة ترعى رؤية بلا مثيل، وشعبا هائما بتراب الوطن حتى زادت القناعة بأن الاستقرار الذي نعيشه وسط إقليم يموج سخونة، لم يتأت مصادفة بل جاء مدعوما بالإيثار ومساعدة المحتاج ونصرة المظلوم وبالقدرة والتخطيط للنهوض بوطن بحجم قارة، تحول بفعل الجهد المخلص إلى واحة أمن ومجتمع عصري تسوده الألفة والمحبة والتآلف، فشغف السعوديين والسعوديات بعشق تراب المملكة لم ينبع مدفوعا بالفطرة وحدها، ذلك أن ما تحقق على مستوى التعامل الإنساني محفز محوري لمزيد من الحب حتى بات الغياب عن أرض الوطن فعلا مؤرقا حد الضجر، وأصبحت الإقامة في المملكة أمنية تصل إلى حد الحلم لدى كثير من الأشقاء والأصدقاء، بل بلغ الأمر إلى التندر بالراحلين حتى إن كانت الدوافع اضطرارية، لذلك تصافح الأعين ملايين المقيمين إقامة دائمة ومثلهم ما زالت إقاماتهم فاعلة رغم وجودهم خارج المملكة، ولهذا تمثل ذكرى اليوم الوطني للسعوديين والسعوديات تحديدا الحدث الأكثر مدعاة للفخر والاعتزاز بحكم هيبة ولدت اعتزازا تدفق إنجازات متلاحقة، جعلت من المملكة دولة رائدة بعد أن خلفت وراء ظهرها باقتدار كثيرا من دول العالم المتقدم بالحكمة والروية والتخطيط السليم، مترفعة عن التوقف لمجاراة حاقد أو صاحب هوى أو حاسد أو متربص، ولا أدل على ذلك من لحظات استحضار الواثق المقتدر لحال مستهدفي قاطرة النماء السعودي المتساقطين على جانبي الطريق، بعد أن نفقوا وتعثرت أحلامهم فحصدوا الخسران والفشل والعار وتساقطوا كالذباب بين الحفر وأنابيب الصرف الصحي ونواصي أزقة عواصم الغرب، مشردين هاربين إلى الأمام أو طالبين الصفح والغفران جراء ارتكاب جرائم لا تغتفر، إلا أنها بالعرف السعودي تغتفر بحكم الإيمان القاطع بالتسامح دون إسقاط الحقوق والشواهد لا تحتاج إلى دليل.