قراءة في الفصل الدراسي الثالث

احتفل الطلاب والطالبات بالتخرج، بعد عناء ثلاثة فصول دراسية لم نتعود عليها. هناك من يشجعون على الفصل الثالث، وغيرهم يرى أنه منهك للطلبة والكادر التعليمي، المهم ـ في رأي أخيكم المتواضع ـ هو "القيمة المضافة".
إذا كان هذا الفصل يسهم في تحسين المخرجات عموما، ويرفع من مستوى الوعي والإدراك لدى الأبناء والبنات، فتحمل ما يأتي به سيكون أكثر قبولا، وهو دور مهم لوزارة التعليم من خلال تقويم التجربة وعمل الدراسات الناقدة لها.
هذه الدراسات لا بد أن تبنى على ما تمت إضافته للمناهج التعليمية، سواء من الأنشطة التدريبية أو التوعوية أو العلمية، فإذا كان الطالب سيحصل على مزيد من المعلومات لغرض الامتحان فقط، فنحن نفقد القيمة المضافة التي نتوخاها.
قد يرى البعض أن يدار أحد الفصول بطريقة مختلفة ويمارس فيه نوع مختلف من الأنشطة عموما، وهذا ما أميل إليه بحكم ما يشاهد في كثير من دول العالم من العناية بجزئيات غير مرتبطة بالصف.
أمر مهم آخر، هو الأثر النفسي الذي نتج عن الفصل الثالث، شاهدنا مواقف عجيبة وغريبة وتصرفات غير مقبولة من قبل طلبة بعض المدارس، ولن أقول إنها حالة منتشرة، بل معزولة إلى حد كبير، لكنها تعطي مؤشرات خطيرة إلى ما يمكن أن يصبح عليه شباب وفتيات يخرجون من السلك التعليمي متأثرين بصداقات توجههم إلى مناح خطيرة، وهو أمر يدمر ما تعمل عليه أي أسرة عند الدفع بأبنائها وبناتها إلى المجتمع ليفعلوا ويتفاعلوا معه.
هل كان الفصل الثالث بمنزلة زيادة في المدة دون إضافة معلوماتية؟!، سؤال يحتاج إلى إجابة، فما سمعته هو أن المعلومات نفسها جزئت لتكون على ثلاثة فصول بدلا من فصلين والعهدة على الرواة، تطور مثل هذا يستدعي ـ حقا ـ مزيدا من الإنفاق الحكومي والخاص على الفترة الإضافية، ليس لعمليات التشغيل فقط بل لإدارة البيئة التربوية عموما.
كثير من التربويين، الذين انتقدوا طريقة التعليم في مدارسنا، لديهم الفرصة اليوم لتأكيد معرفتهم وإيضاح ما يمكن أن تحققه الفترة الإضافية من مكاسب تعود على الطلاب وأسرهم ومجتمعهم بالخير والفائدة.
أخيرا، أهنئ كل الناجحين والناجحات، وأدعو الله سبحانه أن يجعل فيهم الخير والنماء لمجتمعهم.

المزيد من الرأي