default Author

رائحة الكواكب

|

لكل مكان رائحة تميزه تترك له بصمة في مخيلتك وترسم تاريخه في حياتك، تشم رائحتها عندما تزور حارتك القديمة ومنزل صباك أو المدن التاريخية بما تحويه من متاحف وشوارع وجدران، كذلك المساجد والمعابد والكنائس كلها تنبعث منها روائح تروي تاريخ كل من مر بها من بشر وأحداث!
لكن هل فكرت يوما في ماهية رائحة الفضاء والكواكب التي لم يسكنها بشر ولم تنبت فيها زهرة، يقول العلماء إنك ستتمنى لو أنك لم تفكر فيها من الأساس، فليست هناك مقارنة بينها وبين الروائح على الأرض، وقد استنتجوا ذلك من تركيبتها الكيميائية، فمثلا تتكون الغازات المحيطة بالمريخ من الحديد والمغنيسيوم والكبريت والأحماض وثاني أكسيد الكربون، واستنادا إلى تركيبة الكوكب والجو المحيط به، استنتج الباحثون أن رائحة المريخ تشبه رائحة البيض الفاسد.
أما كوكب المشتري ذلك الكوكب العملاق وكمية الغازات المحيطة به تجعل رائحته تختلف باختلاف الطبقة التي ستمر عليها، فالطبقات الأخف رائحتها تشبه رائحة غاز الأمونيا المنبعث من المنظفات والبول ـ أكرمكم الله ـ أما الطبقات الأعمق فتشبه رائحتها الأمونيا والبيض الفاسد معا، وفي الطبقات الأثقل ستشم رائحة كبريتيد الهيدروجين "البيض المتعفن"، ثم سيانيد الهيدروجين الذي تشبه رائحته اللوز المر.
وتتكون الطبقات الخارجية لكوكب أورانوس في الأغلب من الهيدروجين والهيليوم، التي هي عديمة الرائحة إلى حد كبير، كما تحتوي على نحو 2 في المائة من الميثان، وهو ذو رائحة نتنة، لكن ليس بما يكفي للتأثير في رائحة الكوكب الكلية.
ومع ذلك، إذا سافرت إلى داخل الكوكب فستجد غازات أخرى، مثل الأمونيا والميثان وثاني أكسيد الكربون قبل الوصول إلى بحر معدني من الأمونيا السائلة والمياه والميثان، وبوجود مثل هذه المركبات في أعماق الكوكب، فإن الروائح لا يمكن تمييزها إلا أنها في المجمل سيئة، وأخيرا اكتشف العلماء وجود كبريتيد الهيدروجين في الطبقات العليا من غيوم أورانوس!
ويتميز القمر برائحة البارود أما جارنا القريب فينوس فتنبعث منه رائحة ثاني أكسيد الكبريت "رائحة بيض فاسد"، وفيما يمتلك عديد من الكواكب روائح إلا أن كوكبي زحل ونبتون لا يمتلكان كثيرا من الرائحة، لأنهما يتكونان أساسا من غازات الهيدروجين والهيليوم اللذين لا يمتلكان أي رائحة. ولم يتمكن بشر من شم روائح الكواكب فعليا، لكن تمكنوا من معرفة رائحتها بواسطة أجهزة التحليل الطيفي التي تكشف عن الأطوال الموجية الفردية للضوء المنبعثة من الغاز.

إنشرها