Author

الحضور السعودي في المحافل الدولية

|

المحافل الدولية تحضرها الدول كي تستفيد من خبرات الآخرين وتقدم أيضا تجربتها لتستفيد منها الدول الأخرى، ومن لا يستطيع أن يفيد أو يستفيد فإن حضوره لتلك المحافل مجرد تحمل مصاريف لا داعي لها، ولعل المنتدى الاقتصادي العالمي الذي يعقد في مدينة دافوس السويسرية خير مثال على ذلك، وهذا المنتدى كان في بداياته خلال الأعوام الأولى مجرد ملتقى للنخب الاقتصادية الغربية في منتجع لرياضة التزلج على الثلج، لكن التجربة طورت حتى اكتسب أهمية كبيرة في تبادل الآراء والخبرات والتجارب ولم يعد مقصورا على النخب الغربية فقط ودخل لاعبون جدد وفي مقدمتهم السعودية التي قررت بعد أن أصبحت تملك من التجارب الناجحة في مختلف المجالات الإسهام في المعارف وعرض التجارب وقيادة المشهد في بعض الجوانب المتعلقة بما يمكن أن تقدمه كي تتم الاستفادة منه من قبل الدول والمنظمات التي تبحث عن تجارب ناجحة، وقد وجدت لها السعودية الحلول بعد بحوث وتطبيقات تمت بإدارة سعودية مكونة من عقليات شابة لا تعرف المستحيل مهما كانت الصعوبات، ولذا جاء تشكيل وفد رفيع لتمثيل السعودية يتكون من مسؤولين باشروا بأنفسهم الإشراف على التجارب الناجحة التي جعلت السعودية تقف ندا قويا للدول الكبرى ويتكون الوفد من مجموعة وزراء برئاسة الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية، حيث توزعت الأدوار وتعدد المتحدثون في تكامل يستهدف حاضرنا ومستقبلنا، ويعرض رؤانا التي جعلت منا ملجأ لكثير من دول العالم ورقما مهما في كل معادلة ومفتاحا للحلول، وهو ما يقدم شرحا للتقدم المحرز في إطار رؤية 2030 ومسيرة التحول والتنمية التي تستهدف الوصول لاقتصاد مزدهر ومتنوع ومنفتح على فرص التعاون المشترك مع العالم، وقد ركز الوفد السعودي مشاركته هذا العام خلال الجلسات الحوارية على الحاجة إلى الاستثمار في الحلول التحولية لدفع عجلة التنمية المستدامة حول العالم مع تعزيز سلاسل الإمداد وضمان شمولية أمن الطاقة للجميع، وقدم الوفد السعودي خبراته حول كيفية تجاوز التحديات التي فرضتها جائحة كورونا مع بيان الحلول والممارسات التي طورتها السعودية للحفاظ على أدائها الناجح في مواجهة التحديات.
ونظرا للأداء المميز للاقتصاد السعودي حسب ما عرض في منتدى دافوس لهذا العام فقد انضمت السعودية إلى تحالف الوظائف التابع للمنتدى الذي تم إعلانه ويجمع هذا التحالف رؤساء تنفيذيين ووزراء ومنظمات عالمية لضمان مستقبل أفضل للعمل للجميع من خلال توفير فرص العمل ودعم جودة الوظائف والأجور العادلة والاستثمار في القطاعات الرئيسة التي توجد فرص عمل جيدة، وهكذا أصبحت السعودية من أهم الدول التي سجلت حضورا فاعلا في هذا المحفل العالمي خاصة أن طروحاتها دائما تمتاز بالاتزان والشمولية بهدف مصلحة العالم أجمع كما تشجع دول المنطقة على إجراء إصلاحات اقتصادية عاجلة لمواكبة التطورات العالمية.
وأخيرا: هذه هي السعودية الجديدة التي تسجل حضورا فاعلا وليس مجرد حضور في جميع المحافل الدولية سواء السياسية أو الاقتصادية أو الرياضية ويتعدى الطموح السعودي الحضور والمشاركة في الفعاليات الدولية في أماكن إقامتها المعتادة وإنما العمل على إقامتها بشكل ناجح في مدن المملكة خاصة عاصمتها الرياض وقد شهدنا عديدا من هذه الفعاليات العالمية التي جعلت الرياض اسما معروفا ومقرونا بالنجاح في إدارة تلك الفعاليات ويخدم ذلك توجه السعودية بأن تكون وجهة عالمية للسياحة القيمة في بلد متعدد الأجواء والمناطق الجميلة والآثار والتراث الحضاري العريق.

إنشرها