Author

علموا أولادكم ترشيد الطاقة

|

مع مرور الزمن تزداد حاجتنا إلى الطاقة، وقد تنوعت مصادر الطاقة التي تستعمل في حياتنا اليومية بعد أن كان لدينا مصدر وحيد وضئيل من الطاقة نعتمد عليه في إضاءة سراج بدائي تكفي نفخة واحدة لإطفاء نوره ودخانه ويتم ذلك توفيرا للطاقة في وقت مبكر من الليل، وهو موعد النوم في زمان الأجداد بل حتى الآباء، ثم دخلت حياتنا الأجهزة الحديثة التي تتطلب توفير مزيد من الطاقة كما ونوعا وتكلف كثيرا إذا استمرت في العمل وقتا طويلا، وهذا ما يحدث الآن في أجهزة التكييف وأفران الطبخ وثلاجات التبريد وسخانات المياه وجميع هذه الأجهزة داخل منازلنا. والمسؤولية مشتركة في الحفاظ على الطاقة داخل وخارج المنازل ومنهم صغارنا الذين يجب علينا غرس مبادئ ترشيد استهلاك الطاقة في سلوكياتهم.
ومن هذا المنطلق، وضعت عنوان مقالي اليوم "علموا أولادكم ترشيد الطاقة" وقد شجعني على اختيار هذا الموضوع رعاية الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير الطاقة منذ أيام بحضور وزير التعليم حفل إطلاق مشروع "أطفال لتبقى"، الذي تنظمه الحملة الوطنية لترشيد استهلاك الطاقة، وهي إحدى مبادرات وبرامج المركز السعودي لكفاءة الطاقة بالتعاون مع وزارة التعليم وذلك في مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية في مدينة الرياض، ويستهدف المشروع الأطفال من عمر أربعة إلى 12 عاما، وخلال الحفل قدم نخبة مميزة من الأطفال فقرات وعروضا منفذة بالكامل من قبل الأطفال.
ويركز المشروع على رسائل عديدة، منها الوعي بأهمية الطاقة في بلادنا ودورها في الرخاء والتنمية واستشعار المسؤولية في استهلاك الطاقة وتشجيع ترشيدها وإيضاح الآثار المترتبة على أنماط استهلاك الطاقة المختلفة مع نشر برامج توعية عن طريق مسلسلات كرتونية وإقامة معارض متنقلة في مختلف مدن المملكة بهدف توعية الأطفال عن استهلاك الطاقة بطرق جاذبة، هذه خطوة موفقة يشكر عليها أمير الطاقة عبدالعزيز بن سلمان الحاضن لبرنامج كفاءة الطاقة وعرابه الذي نافح عنه وطوره على مدى أعوام حتى وصل إلى مراحل متقدمة من الإبداع والنضج في تقديم رسائله، ولم يقتصر حرصه على التوعية بأهمية الطاقة محليا فقط وإنما عالميا، كما يشكر يوسف البنيان وزير التعليم الذي يهتم بالمبادرات التي من شأنها توعية الطلاب والطالبات بكل ما هو جديد ومفيد من سلوكيات حديثة خارج نطاق المقرر التعليمي التقليدي.
وأخيرا: يبقى دور البيت -الأم والأب- في تعليم أولادهم، وكلمة "أولاد" كما يقول أهل اللغة تشمل الأبناء والبنات، تعليم هؤلاء أطفالا حتى شبابا ترشيد استهلاك الطاقة فلا يخرج أحدهم أو إحداهن من الغرفة وجهاز التكييف والإضاءة وربما التلفزيون يعمل ولا أحد يستفيد من هذه الطاقة المهدرة ولو سألته، ألم تلاحظ شيئا؟ يهز رأسه بالنفي، ويترك مسؤولية تصحيح التقصير للوالدين، أما الخدم فغالبا لا يهتمون بذلك، ومن السخرية غير اللائقة أن يعير كبار السن والمتقاعدين بالذات بأن همهم وشغلهم بعد التقاعد ملاحظة إطفاء الأنوار في أرجاء البيت، والمؤمل أن تمتد مبادرة "أطفال لتبقى" لتكون معرضا دائما تقوم المدارس بتنظيم رحلات لطلابنا وطالباتنا لزيارته خلال العام الدراسي، وتقوم وزارة التعليم بوضع حوافز وجوائز لمن يتميز من الطلاب والطالبات سواء في إظهار سلوكيات الترشيد أو رفع الوعي بأهميته وتسلم الجوائز في احتفال سنوي كتشجيع معنوي لهؤلاء، وكذلك أن تنتقل رسائل المعرض إلى تطبيقات التواصل الاجتماعي ومنصات الإعلام الرقمي التي تأخذ أكثر وقت هذه الشريحة المستهدفة وتشكل الوسيلة الأهم التي يتواصلون من خلالها ويقضون جل أوقات ترفيههم وربما تعلمهم عليها "من أمثال: تيك توك، يوتيوب، سناب شات، إنستجرام، وغيرها من المنصات" وبالأساليب الجاذبة لهذا الجيل بلغتهم وما يحبون، تشمل مسابقات أو تحديات تقودهم إلى فهم رسائل الترشيد، وتحوله إلى سلوك عندهم، والخلاصة أن الطاقة اليوم هي هم العالم فلنحرص على ترشيدها.

إنشرها