«الطقطقة مؤلمة»
على سبيل الدعابة يستخدم البعض مسمى "الطقطقة" بديلا عن المعنى الحقيقي لها وهو التنمر، انتشار مثل هذا المسمى والتخفيف من وقعه على النفوس باعتباره شيئا بسيطا ولا يغضب منه إلا "ثقيل الطينة"، أعتقد بأن ذلك نوع من الهروب النفسي حتى لا يقع صاحبه تحت طائلة تأنيب الضمير ويتوقف ليحاسب نفسه، مهما كان نوع "الطقطقة" وبغض النظر إن كانت بحسن أو سوء نية فهي تندرج تحت مفهوم التنمر، "الطقطقة" قائمة على تهميش الآخرين وزعزعة ثقتهم في أنفسهم من خلال جعلهم سخرية أمام الناس ومصدرا للتندر والتعليقات المضحكة، والتسبب لهم بالأذى النفسي والتقليل من شأنهم وإحراجهم دون أدنى مراعاة لمشاعرهم، الشخص "المطقطق" يسعى إلى إثارة اهتمام من حوله وصنع قيمة أعلى له في أعين الآخرين من خلال استدراج الأشخاص العفويين إلى مضماره، ثم تطبيق جميع أساليب "الطقطقة" التي اكتسبها في الحياة عليهم، وبالتالي يظن أنه يشيع البهجة والسرور ويصنع السعادة ويرسم البسمة على وجوه الناس دون أن يدرك أن "المطقطق عليه" هو ضحية بريء، وإن لم يظهر غضبه وحزنه لكن ربما انكسر شيء في داخله من ثقته في نفسه وجرح مشاعره.
أذكر قبل عام وضعت استفتاء عن "الطقطقة" فجاءتني رسالة من شخص يقول فيها، "أنا شخص مرح بطبعي وأحب الدعابة وخفة الظل وأكره النكد والسوداوية، ومن يعرفني جيدا يدرك بأني إنسان على نياتي وطيب جدا ولست سريع الغضب، لكن كلما أذهب إلى أصدقائي في الاستراحة كان أحدهم يجعل مني أضحوكة من خلال طقطقته فيدبر لي المقالب القوية أو يفاجئني بأخبار كاذبة ليضحك الآخرين على ردة فعلي، ولم يكتف بذلك بل أصبح يصور ذلك وينزله على حسابه في السناب شات، وحين أظهر امتعاضي من ذلك كان يقول لا تصير ثقيل طينة تراها طقطقة، قررت عدم الذهاب للاستراحة حفاظا على احترامي لنفسي، بعد مدة اتصل بي صاحبي المطقطق قائلا، وينك فاقدينك تعال خلنا نطقطق عليك"؟! من بعد هذه العبارة قررت مقاطعته تماما فأنا لست مهرجا في سيرك ولا أقبل أن يجعلني أداة يصنع منها قيمة لنفسه وشأنا في أعين الآخرين ومحتوى له في حسابه في السناب شات.
وخزة:
إذا أردت أن تعلم أن مفاهيمك المغلوطة عن "الطقطقة" مؤلمة وموجعة فتخيل أن أحدهم يقوم بتطبيقها عليك شخصيا، فهل ستتقبل الأمر؟! إن كانت إجابتك لا فأنت تحتاج إلى كورس أخلاقي في كيفية احترام مشاعر الآخرين.