موسيقى الصباح

لو كتبت كلمة موسيقى في محرك البحث لظهرت لك آلاف النتائج عن تأثيراتها النفسية والذهنية وكيف أنها يمكن أن تؤثر إيجابيا في يومك ونفسك.
بالطبع الأحاديث والمقالات والدراسات التي ستقرأ تتحدث عن الموسيقى، وربما يشمل ذلك الأغاني الجيدة، وهي بالتأكيد لا تتحدث عن أي ضوضاء أخرى سميت زورا وبهتانا بالموسيقى أو نسبت إلى الطرب.
بعض الإذاعات التي تبث بالتردد العالي "إف إم" لديها مفهوم خاطئ عن الموسيقى والطرب، يتضح ذلك جليا في الصباح حيث تبث تشوهات سمعية وذوقية مليئة بالضجيج على أنها أغان صباحية!
لا يمكن أن يتسق الصباح ومعانيه الإنسانية والروحية والاجتماعية، وعلاقته بالبدايات للصغار والكبار، وبالشروق والإشراق والإقبال على الحياة، وتأثيراته البيولوجية والنفسية، لا يمكن أن يتسق مع ما يبثه بعض هذه الإذاعات.
مؤسف أن يسمى بعض ما يبث بأغنية، والأكثر أسفا أن يعد لحنها موسيقى، وكلماتها شعرا، والغريب أن الإذاعات التي أشير إليها لا تفرق بين فترتي الصباح الباكر، والمساء المتأخر عند اختيار ما تبث.
لكي يحدث التأثير الجميل يجب أن يستحق لحن ما يبث وصفه بالموسيقى، وما يغنى وصفه بالشعر، وليس بالضرورة أن تبث الأغاني، لماذا لا تبث الموسيقى وحدها، فهناك مقطوعات عربية وعالمية يمكنها أن تصنع الصباح، وهناك إبداعات سعودية وعربية وعالمية كثيرة.
الإذاعات جزء من الإعلام، والإعلام له مهام كثيرة من بينها التثقيف والترفيه، وما لا يدركه بعض منسقي البرامج الصباحية أو مخرجيها أن هناك ملايين الأطفال يخرجون صباحا وربما يستمعون لما تبثون، فلماذا لا تكونون جزءا من صناعة ذائقة جميلة وراقية؟
في ظل الازدحام المروري، وضغوط الوقت على الناس بين الوصول إلى أعمالهم ومدارسهم وجامعاتهم يمكن أن تكون هذه الإذاعات التي أقصد إضافة إلى تأثيرها في الذائقة، ونشرها ثقافة الموسيقى الرائقة والجميلة، يمكن أن تكون عوامل مساعدة على تخفيف الاحتقان، وتحسين المزاج، واثق أن ذلك سيكون له تأثير في تحصيل المتعلمين، وإنتاج العاملين.
الصورة ليست قاتمة تماما، فهناك إذاعة أو اثنتان - حسب رصدي غير الكامل - تحترم الصباح، وتحب أن تبث أغاني بموسيقى معقولة، وهي أيضا تقدم محتوى منوعا ولطيفا يجعلها جديرة بالاستماع في رحلات الصباح اليومية طلبا للرزق أو العلم أو الرياضة.
نصيحتي لك عزيز القارئ، إذا لم تجد إذاعة تنعش صباحك أغلق المذياع، واستمع لدندناتك الشخصية، والأفضل هو أن تستمع لمن معك في المركبة إذا كان ثمة من تصحبه أو توصله صباحا.