default Author

تعليق

|

قال معلق مباراة كرة القدم إن "خير الكلام ما قل ودل" وهو لم يترك ثانية واحدة من المباراة دون كلام لا يشبه سوى الهذر. أضحكني عافانا الله وإياه حتى لو لم يكن يقصد ذلك، ونحن بحاجة إلى الابتسامة والضحكة، فرغم كثرة المهرجين ومن يستميتون في أن يكونوا هم وتصرفاتهم مادة لضحك الناس بحثا عن الشهرة، إلا أن الإضحاك نادر بل إن معظم ذلك يدعو إلى الشفقة والانصراف، والملاحظ أن الطرفة والنكتة في انقراض وأصبحت تبحث عن ابتسامة نظيفة بالمنقاش ولم يقلل من هذا التصحر، تزايد عدد مسلسلات يصفها ويصنفها أهلها أنها كوميدية رغم أنها تقع في خانة التهريج المخجل.

المعلق طيب الذكر فتح لي باب التعليق "الكروي" الذي أجد أن الاختيار فيه عليه علامات استفهام وتعجب. مهمة المعلق على المباراة وصف مجرياتها "فنيا" هنا لا بد أن يثقف نفسه ويستطع أن يستعين بمن هو أكثر فهما وخبرة منه، أما ما يراه المشاهد منقولا على الشاشة حتى لو نقل بالتقطيع فلا حاجة إلى كثرة الحكي عنه، واقعيا ما زال كثير من المعلقين أسرى للتعليق من خلال الإذاعة وكأنهم تخرجوا منها، حين كان المتابع والمشجع يضع المذياع بجوار أذنه ويتخيل المشهد حسب الوصف، فإذا صرخ المعلق كرة طويلة أبعد المذياع لا شعوريا. والمعلق وظيفته جذب المشاهد لا طرده كما يحدث في الغالب، فمن نعم الله وجود أجهزة ضبط عن بعد تتحكم بصوته، أما إذا كان المعلق هدفه مسايرة جمهور ناد معين طلبا لمزيد من الشهرة فهو إلى فقدان المصداقية والقيمة أقرب مثلما يفقدها حكم ساحة و"فار" لا يتحريان العدل.
...

كثر الحديث منذ بدأ تفشي وباء كورونا عن سلاسل الإمدادات طرحا ومناقشة وورش عمل إلى آخره، حتى اعتقد المتابع أنها من كثرة الاهتمام أصبحت سلاسل قوية متينة لا يعتريها صدأ أو انقطاع حلقة من حلقاتها، ومع الحرب الروسية الأوكرانية عاد الحديث بقوة عنها سلبا وتخويفا لدرجة التحذير من مجاعات قد تصيب بعض الدول، وجمهور المستهلكين بحاجة إلى التطمين حول الوفرة، إضافة إلى الحماية من استغلال هذه الأوضاع من قبل الطماعين مثلما هم بحاجة إلى التوعية الصحيحة بترشيد الاستهلاك، والصحيحة هنا ضع عليها أكثر من خط حتى تكون فاعلة ومؤثرة ولا تؤدي إلى نقيض أهدافها للمصلحة العامة.

إنشرها