شهور العسل الوظيفية
في العادة تكون الشهور الأولى في أغلب الوظائف مليئة بالمتعة والحماس، بل يمضي الموظف جل وقته في العمل والأفكار الجديدة والتطويرية التي ترافقه من الصباح وربما حتى في المنام. والسؤال كيف تستطيع المنظمات الحفاظ على وتيرة الموظفين بهذه الطاقة الإيجابية؟.
إن الحفاظ على إيجابية وإنتاجية الموظف من أصعب المهمات التي تواجه القادة بل وتشكل مصدر خطر غير ظاهر، لأن الموظف يعمل وينجز مهامه اليومية لكن بلا روح ولا شغف. وهذا ما يسمى الملل الوظيفي الذي يصنف كحالة نفسية نتيجة العمل الروتيني اليومي المتكرر، ما يشعر الموظف مع الوقت بعدم القدرة على العطاء والتجديد ومن ثم عدم الرضا وبالتالي فقدان الحماسة تجاه العمل.
والأسباب التي تقف خلف الملل الوظيفي كثيرة لكن على رأسها يأتي غياب الحوافز المادية والترقيات وعدم تقدير جهود الموظفين. كما أن المحاباة والتمييز وغياب النزاهة في التعامل بين الموظفين يولد شعورا سلبيا. وفوق كل ذلك نوعية الوظيفة قد تسبب الكآبة بسبب الروتين وغياب روح التواصل مع الآخرين، أيضا البقاء أمام جهاز الكمبيوتر لساعات طويلة له دور في غياب البعد الاجتماعي وهذا يسبب العزلة.
ورغم كل تلك الأسباب، إلا أن هناك حلولا وطرقا تسهم في تقليل الحدة من الملل الوظيفي. فعلى المستوى الفردي فإن ممارسة الرياضة بانتظام مع الأكل الصحي له تأثير إيجابي وفصل العمل عن البيت. أما على مستوى المنظمة فإن إدخال أساليب جديدة ومتنوعة وإيجاد حوافز مالية ومعنوية تعطي دافعا قويا إضافة إلى كسر الروتين عمليا واجتماعيا له الأثر الإيجابي. بالمختصر المنظمات الذكية من لا تجعل الموظف يعيش بضعة شهور من العسل.