الوشم وجهازك المناعي

ظاهرة حولت جلود البشر إلى لوحات مشوهة مليئة بالرموز، والرسومات، والصور، والعلامات، والكتابات سواء بالعربية أو اللغات الأجنبية التي لا يعرف حقيقتها ولا معانيها كثير ممن انساقوا خلف هذه الظاهرة التي فيها اعتداء صارخ على الجسد الذي جعله الله أمانة في أعناقنا، نحاسب عليه يوم القيامة بما أجريناه عليه من تغيير لخلق الله، قال تعالى (حتى إذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون)، هذه الجلود التي أصبحت اليوم مسرحا لعبث العابثين وإيذاء للجسد ماديا ومعنويا تاركة أثرا لا يمحى.
في بحث لعلماء فرنسيين اكتشفوا حقيقة صادمة وهي أن جهاز البشر المناعي هو المسؤول عن تثبيت الصبغة المستخدمة في الوشم وعدم زوالها إلا بعمليات معقدة تستمر لوقت طويل رغم أن جسم الإنسان يغير جلده باستمرار ويستبدل الخلايا الميتة بأخرى جديدة.
فبمجرد أن تثقب الإبرة المحملة بالصبغة الجلد تنتقل خلايا الاستجابة المناعية "البلاعم" إلى موقع الوشم الجديد وهي خلايا الجلد الوحيدة القادرة على التعامل مع هذه الأصباغ ، فتلتهم أصباغ الحبر التي تعدها أجساما غريبة قبل أن تستقر في الأدمة ثم تموت، وعندما تموت الخلايا المناعية البالعة تطلق الصبغة التي ابتلعتها في الأدمة التي تمتص مرة أخرى من قبل خلايا مناعية بالعة أخرى وهكذا يستمر تمريرها من جيل إلى جيل من الخلايا المناعية البالعة في عملية التدوير التي تتم خارج الخلية وبهذا يصبح الوشم جزءا من الشبكة الخلوية.
هذا الحبر والألوان المستخدمة في الوشم غير مرخصة من قبل الهيئات الصحية الحكومية، وتؤكد الدراسات أن حبر الوشم يمكن أن يحتوي على الألوان المستخدمة في الطابعات وطلاء السيارات ومواد كيميائية أخرى للمحافظة على معامل الحموضة ومبيد للميكروبات ومعادن ثقيلة سامة مثل الرصاص الكوبالت والنيكل والكروم والألمنيوم التي توضع للمحافظة على جودة الألوان.
وبخلاف أمراض الجلد والحساسية والسرطانات التي يسببها الوشم سواء على المديين القريب أو البعيد فهو من أشد الأمور خطورة خصوصا على الرياضيين وهم أكثر فئة مهووسة بالوشوم، إذ يدخل إلى الطبقة الوسطى من الجلد قريبا من غدد التعرق التي تساعد على تخليص الجسم من الحرارة الناتجة عن التمارين وتبريد الجسم وتخليصه من السموم، فيتلفها ويوقف التعرق نتيجة احتوائه على الألمنيوم.
وبعد أن يتلف خلاياك يتسلل إلى الغدد الليمفاوية ويستقر هناك وقد ينتقل إلى أجهزة الجسم الأخرى فكلما زاد حجم الوشم ازداد احتمال وجود المضاعفات.