انكسار القلب
كنت أشاهد لقاء تلفزيونيا مع الدكتور خالد النمر قال فيه، "هناك مرض اسمه انكسار القلب، وهو ألم يشابه الجلطة، وقد يدخل الإنسان في العناية المركزة ولم يتم اكتشافه إلا قبل عشرة أعوام، وسببه الأزمات النفسية كالطلاق وفقدان شخص عزيز أو وظيفة أو مواجهة أو غضب أو هزيمة شديدة، فإن كان هناك شخص عزيز عليك ووقع في أزمة نفسية فمن حقه عليك أن تسانده وتساعده، لأن البعض ينهار خصوصا إن كان شخصا حساسا وبعض الكلام الجارح قد يتسبب بقتل أشخاص".
أكثر أشخاص في هذا العالم معرضين للألم النفسي والصدمات العاطفية والاجتماعية هم الأشخاص الحساسون الذين يتأثرون بالكلمات المؤلمة فكلمة واحدة قد تفسد بقية يومهم. هؤلاء الأشخاص أنقياء من الداخل وقلوبهم بيضاء ولا يجيدون أساليب اللف والدوران والمراوغة والنفاق، كما أن إحساسهم المرهف بالآخرين يدفعهم إلى الانصهار التام معهم في مشكلاتهم وهمومهم وأحزانهم، ويقرأون الحزن في وجوه من حولهم ويشعرون بآلامهم قبل أن يتفوهوا بها، ولذلك هم في الأغلب أول المبادرين "للطبطبة " والمساندة والدعم حين يحتاج إليهم الآخرون، ولكن مشكلتهم الوحيدة أنهم يفكرون بكل كلمة وكل لفتة وكل تصرف، وسريعو التأثر بالمواقف والأحداث، لذلك يحتاجون أحيانا إلى التوقف وتقييم ردة أفعالهم تجاه بعض الأمور حفاظا على صحتهم.
الكلمة القاسية مثل الرصاص تخترق قلب الشخص الحساس فتقتله، أذكر أني التقيت قبل أعوام امرأة فاضلة مر على زواجها 20 عاما ولم تنجب، ما أجبر زوجها تحت ضغوطات أهله على الزواج من أخرى فرزقه الله بثلاثة أطفال وكانت راضية لأنها تدرك مدى عشق زوجها لها، ولكن أخوات الزوج كان الحسد يأكل قلوبهن على شدة تعلقه وحبه لها، وفي مناسبة عائلية حدث شجار بينهن وبينها وبحضور زوجها، فعايرتها إحداهن بعقمها وأنها السبب في حرمان زوجها من الذرية 20 عاما وكان وقع الكلمة على روحها المرهفة مثل الطعن بسكين، فأصيبت بجلطة في القلب وتم نقلها إلى المستشفى في حالة يرثى لها ولولا لطف الله ثم التدخل السريع لكانت المضاعفات كبيرة، وبعد أن كتب ربي لها الشفاء قطعت علاقتها تماما بشقيقات زوجها اللاتي يسعين باستماته لذبحها بكلماتهن في كل لقاء.
حين أخبرنا النبي عليه الصلاة والسلام أن الكلمة الطيبة صدقة، فلإن فعلا للكلمات وقعا عظيما على القلب فإما أن تحييه وإما أن تميته، الكلمة قد تهدم قلوبا وعلاقات وبيوتا ومجتمعات وأوطانا وقد تفعل العكس.
وخزة
يقول لويس باستور "ضربة الكلمة أقوى من ضربة السيف".