دخل المشاهير

أسهمت التقنية والثورة المعلوماتية خصوصا في وسائل التواصل الاجتماعي في قلب معادلة موازين كثير من الأمور غير المعقولة، وتسببت على سبيل المثال بأن يكون الدخل الشهري لبعض المشاهير ما يعادل رواتب 30 طبيبا استشاريا.
قبل بضعة أيام منعت الصين بخطوة متميزة المشاهير من التباهي بالثروة والمتعة الباهظة أمام المتابعين، وطالبتهم باتباع القوانين والعادات الجيدة وعدم استفزاز الآخرين. ومع الأسف هذا ما يحدث الآن في المجتمعات العربية من فئة حديثي النعمة بعد أن انفتحت لبعضهم الأمور.
المعلن والتاجر يبحث عن تمرير بضاعته لأكبر عدد من الناس ولا يهمه من يقوم بالتسويق. ولكن اللافت للنظر هو بعد أن ظهرت قائمة بأسعار إعلانات المشاهير الأكثر متابعة التي تبدأ من 35 ألف ريال حتى 90 ألف ريال. تخيلوا هذا المبلغ يتم تحصيله بمجرد الإعلان لمنتج في أقل من بضعة دقائـــق فكيف لـو كان يوميا ! تذكرت هذا المبلغ بدخل الطبيب الذي يمضي أكثر من 12 عاما في الدراسة والتدريب والبحث والجهد الكثير، لكي يصبح استشاريا ثم يحصل على راتب شهري يعادل إعلان لدقائق.
ما يحدث يحتاج إلى إعادة تنظيم وسن قوانين من قبل الجهات المختصة، فالمراهق يتابع ويراقب وأصبح أمامه خيار سريع ومربح جدا بأن يكون مهرجا ويدخل فئة الأغنياء بشهادة الثانوية، وفوق كل ذلك جماهيرية تفتح له صدور المجالس وصالات VIP مع القنوات الفضائية والدعوات لكل مناسبة. بالمختصر ممارسات المشاهير المفلسين قد تكون قدوة لجيل يريد أن يختصر طريق الثراء.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي