Author

لا تفقدوا هواتفكم

|
مصادفة عابرة جعلتني أفقد هاتفي نهاية الأسبوع الماضي. التجربة لفتت انتباهي إلى الكيفية التي يمكن أن تتجه الأمور إليها في غياب هذا الجهاز، بالتطبيقات التي يحويها. حركتك اليومية ومعاملاتك لا غنى فيها عن الهاتف. تواصلك مع معظم منشآت القطاعين العام والخاص. حجوزات الطيران، المطاعم، التسوق الإلكتروني ... إلخ. والأهم "النفاذ الوطني" عبر "أبشر" الذي يمثل المدخل للحصول على خدمات مهمة.
هذا الأمر يصدق على تطبيق توكلنا إذ لا تستطيع الاستغناء عنه أثناء تنقلك في الأسواق والمطاعم وبقية المنشآت الحكومية والخاصة. عندما دلفت إلى مزود خدمة الاتصال على هاتفي لاستخراج شريحة، واجهت مشكلتين: الأولى تتعلق بإظهار تطبيق توكلنا قبل الدخول إلى أي مكان، وقد عالجت ذلك بعرض نسخة مصورة تثبت حصولي على جرعات التطعيم.
الخطوة الثانية عدم تمكن الموظف من تقديم الخدمة لي، لأن كل المعاملات في الشركة لا يمكن إنجازها قبل الحصول على رمز التفعيل من خلال خدمة النفاذ الوطني، وهذا الأمر لا يتحقق إلا عبر رسالة على هاتفك المسجل في "أبشر". هنا تبدأ التفكير في الحلول الأخرى، استخدام رقم هاتف بديل يخص أحد أفراد الأسرة للتسجيل على "أبشر" للحصول على رسالة تفعيل، تمكن مزود خدمة الاتصالات من تلبية طلبك.
استخراج بديل للشريحة المفقودة هو الخطوة الأولى والأهم، بعدها يمكنك استعادة حياتك الاجتماعية، من خلال فتح تطبيق توكلنا، وبالتالي الدخول إلى الأسواق والمنشآت العامة الأخرى.
هذه التجربة، رغم قسوتها، إلا أنها أشاعت في نفسي قدرا كبيرا من الطمأنينة فيما يخص الأمن الصحي المجتمعي الذي توفر عبر تطبيق توكلنا.
لقد نجحت بلادنا من خلال هذا التطبيق في تطويق وباء كورونا، ومحاصرة المصابين الحاملين للفيروس، وكذلك الأشخاص الذين اختاروا عدم الحصول على اللقاح. وفي حالة الممانعين للتطعيم فإن الأنظمة توجب عليهم عدم المخالطة المجتمعية حماية لهم وللآخرين منهم.
أخيرا: لا تفقدوا هواتفكم فالتجربة مريرة.
إنشرها