الطوارئ الإشعاعية والنووية

كانت تجربة فريدة من نوعها أن أحضر مع بعض أعضاء جمعية كتاب الرأي تجربة لحالة طوارئ افتراضية لحادث نووي في إحدى المحطات النووية في دولة مجاورة، نفذتها هيئة الرقابة النووية والإشعاعية في المملكة.
الحالة الافتراضية شاركت فيها المملكة ممثلة بالهيئة مع 70 دولة أخرى تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وعرفنا من خلالها أن هذه الهيئة شبه الجديدة "عمرها نحو عامين تقريبا"، تطبق الخطة الوطنية للاستجابة للطوارئ الإشعاعية والنووية التي وضعتها بالتعاون مع جهات أخرى عديدة بطريقة مهنية واحترافية تجعلك تشعر بالأمان والفخر.
في الإجمال تهدف خطة الاستجابة إلى تخفيف الآثار الإشعاعية وعواقبها على الإنسان والبيئة وخفض جرعات التعرض الإشعاعي الناتج عنها، والإيفاء بالتزامات المملكة التي تضمنتها الاتفاقيات الإقليمية والدولية، وسرعة تنفيذ أعمال الاستجابة لمواجهة الحوادث الإشعاعية والطوارئ النووية التي تتأثر بها المملكة.
هذه الخطة تطبق عند الطوارئ الإشعاعية والحوادث النووية وحوادث نقل المواد المشعة والنووية، وعند حدوث الأعمال التخريبية أو العسكرية التي تستعمل فيها المواد المشعة أو النووية، والطوارئ الإشعاعية والحوادث النووية العابرة للحدود، وسقوط الطائرات أو الأقمار الاصطناعية التي تحمل مواد مشعة أو نووية، وحوادث القطع والوسائط البحرية التي تعمل بالطاقة النووية أو تحمل مواد مشعة ونووية.
الدكتور خالد العيسى محافظ الهيئة وفريقه من السعوديين والسعوديات نفذوا الخطة للحالة الافتراضية اعتمادا على تقنيات و"بروتوكولات" دولية معروفة، وسعدت أن فريقه لديه تطويراته الخاصة على برامج الاستجابة التي تتماشى مع طبيعتنا المناخية والجغرافية، حيث أخذوا في الحسبان مثلا - العواصف الرملية - وتأثيرها في نقل الإشعاع من التربة إلى الجو في مناطق أخرى، وهو أمر لم تدرسه الدول الأوروبية، لأن طبيعة الطقس لديها مختلفة.
الهيئة تعنى بكثير من المجالات والأشياء في حياتنا اليومية فالإشعاع موجود في المستشفيات لأغراض التشخيص والعلاج، وفي المصانع، وكثير من القطاعات وقد يتسرب في حدوده الآمنة أو تلك المقلقة حتى من مجمعات الخردة التي تأتيها بضائعها - المجهولة أحيانا - من مكان.
ما تحتاج إليه الهيئة منا كمواطنين أن نتعرف أكثر عليها، وألا نعتمد الإشاعات وبعض الأفكار الجمعية عن بعض الحوادث بمجرد الاعتماد على تقارير إعلامية غير علمية أو على توقعات غير المختصين، وهي عند اكتمال هياكلها الإدارية وإنهاء بعض أولوياتها ستزيد تفاعلها مع المجتمع خاصة في مجال التوعية والأمان، وسيكون علينا ككتاب وإعلاميين وأهل اتصال أن نوصل رسالتها، لأنها جزء من أماننا واطمئناننا.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي