Author

احترز بمزاجك

|
جمال ومهابة وطمأنينة هي أوصاف ومشاعر منظر المصلين مكتملين في صلاة الفجر في الحرم المكي الشريف، ثم في صلاة الظهر في الحرم النبوي الشريف، وهو المنظر الذي كان بمنزلة تنفس الصعداء لبلد ومواطنين عمل خادم هذين الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين على أن ينعموا بأفضل رعاية ووقاية واحتراز للوقاية من الجائحة.
نجاح السعودية في هذه الجائحة يدرس منذ اليوم الأول، هل تذكرون أن الفحص والرعاية الطبية واللقاح فيما بعد لم يكن مشروطا لا بجنسية، ولا بإقامة، ولا بوضع قانوني.
هل تذكرون الحظر والمخالفات، وشدة رجال الأمن، واشتداد الضغط على أبطال الصحة، وتزايد الضغط النفسي وربما الاقتصادي على بعض الأسر. بالتأكيد نتذكر جميعنا هذه التفاصيل، ونعرف اليوم أن بعض ما تذمرنا منه كان هو طريقنا الوحيد والصحيح للوصول إلى هذه النقطة، نقطة خفض الإجراءات الاحترازية والعودة إلى شبه الحياة العادية أو الطبيعية.
حسنا لديك اليوم تصريح من الحكومة التي نجحت في كل هذا بتعاونك ووعيك بأن تخفض بعض الإجراءات الإلزامية، لكنها لم ولن تمنعك من مواصلة بعض الإجراءات والاحترازات الشخصية التي أسهم الالتزام بها من قبلك في حمايتك وحماية أسرتك والوصول بالبلاد إلى هذه النقطة.
مثلا لاحظنا جميعا أن الالتزام بلبس الكمامة وإلزام من نعول أو من هم تحت مسؤوليتنا العملية أو المنزلية، كان أساسا مهما في تقليل العدوى جنبا إلى جنب مع الاحترازات الأخرى، لكن الكمامة كان لها آثارها الإيجابية الأخرى.
لقد لاحظ الجميع انخفاض حالات عدوى الزكام والإنفلونزا والأمراض التنفسية الأخرى، ولعل من لديه مرضى بحساسية الصدر- شفاهم الله جميعا - انتبه إلى أن أزماتهم التنفسية قلت حتى في أوقات الغبار، وهناك أيضا فائدة صغيرة هي أن الكمامة أراحتنا من روائح كثيرة، خصوصا ممن يعتقدون أن العطر بديل للماء والصابون!
الانتباه في الأماكن العامة، وتقليل لمس الأسطح، وغسل اليدين، والتدقيق على أدوات المائدة في المطاعم، والتدقيق أكثر على تعبئة وتغليف الأطعمة التي تطلب عن طريق تطبيقات التوصيل، كلها عادات اكتسبنها من الاحتراز، الاحتراز الذي لو تأملتم قليلا لوجدتم أنه هو ما يفترض أن يكون ضمن عاداتنا، لأننا اكتشفنا إهمالا كبيرا في تفاصيل صغيرة لكنها مؤثرة في الصحة العامة.
الحمد والشكر لله رب العالمين، والشكر والثناء للقيادة الحكيمة الصارمة، ولأبطال الأمن والصحة الذين لن ننسى تضحياتهم في الأوقات الحرجة، ثم هو لنا جميعا من بعضنا بعضا أن كان أغلبنا على مستوى المسؤولية.
إنشرها