Author

تجار الشنطة بالجودة

|
يؤكد العلماء المختصون في عالم الجودة وشؤونها المتشعبة، أن الجودة أصبحت مطلبا حقيقيا لا خيارا في كل منشأة أو مؤسسة تسعى إلى الحصول على رضا العميل وتهدف إلى الحفاظ على التميز سواء كان المنتج بضاعة مستهلكة أو خدمة مقدمة وعند حدوث أي خلل سنجد أن الجودة كانت غائبة.
بعض المؤسسات ما أن تحل مفردة الجودة إلا وينظر إليها بنظرة الريبة كون ثقافة الجودة تكاد أن تكون شبه مفقودة وبالتالي ينظر لها مجرد "إكسسوار" أو شهادة ورقية توضع أمام مدخل المنشأة كنوع من Show off! وهذا منحنى خطر يحول الأداء إلى مسار مختلف يبحث عن الظهور الإعلامي.
في وقتنا الحاضر دخل بيئة الجودة تجار الحقيبة في جميع الأنشطة والجهات. هؤلاء يدورون ويتجولون في المنشآت ثم يأتون إلى الرؤساء التنفيذيين بضمانات تقود للحصول على شهادة الجودة من عدة دول وربما أيضا من الداخل. هؤلاء يعرفون من أين تؤكل أكتف شهادات الجودة، التي ربما يتم الحصول عليها من جهات موثقة ومعتمدة، لكن الخلل يأتي ما بعد الحصول على الورقة. للجودة مفاهيم وأسس يجب أن تدعم من رأس الهرم حتى أصغر موظف مع ضمان الاستمرارية بفاعلية وكفاءة عالية.
أن تبقى الجودة شعارا لا مضمونا فهذه حكاية أخرى تقود إلى كثير من قصص الفشل والمآسي. ما زلت أتذكر لقاء تلفزيونيا مع الرئيس التنفيذي لسلسلة مطاعم "أبرتو" الأسترالية عندما سئل عن سر تميزه فقال، نظافة وصيانة دورة المياه -أكرمكم الله- كانت جل اهتمامي قبل نظافة المطعم! إنهاء الجودة تبدأ من الأمور التافهة في نظر البعض إلى المهمة والأهم من
إنشرها