Author

تاسي .. تصحيح أم جني أرباح؟

|
شهدت السوق المالية السعودية تراجعات منذ مطلع الأسبوع الماضي بعدما سجل المؤشر العام للسوق 11063 نقطة بسيولة قريبة من 13 مليار ريال، واستمرت التراجعات في السوق وصولا إلى 10589 نقطة بسيولة تقارب ثمانية مليارات ونصف المليار ريال، هذا التراجع بما يقارب 600 نقطة صاحبه تراجع بالسيولة نحو 30 في المائة، وهذه إشارة جيدة أن ما يحدث هو جني أرباح حتى الآن، خاصة أن المؤشر العام للسوق كسر متوسط 50 يوما إلا أنه لم يغلق تحته وبدأ بالارتداد، لكن هذا الارتداد كان على استحياء، حيث ارتد المؤشر العام منفردا دون أن تعود إليه السيولة التي من المهم أن تصحبه مع كل صعود باتجاه الأعلى، فقد جاء الارتداد بسيولة لم تصل إلى تسعة مليارات ريال.
لا شك أن منطقة متوسط الـ 50 يوما تعد منطقة دعم مهمة، وغالبا ما تشهد الأسعار بعض الارتدادات عند الوصول إليها حتى لو تم كسرها لبعض الوقت، حتى في حالة رغبة الأسعار في استمرارها في الهبوط إلا أنها تشهد بعض الارتداد غالبا عند هذه المنطقة، لكن ما يهتم به التحليل الفني الذي يعتمد على الرسوم البيانية وأحجام التداول، وما يرجح أن ما يحدث عند كسر منطقة هذا المتوسط من كونها عملية ارتداد مؤقت يعقبه استمرار الهبوط أو عودة للاتجاه الصاعد، هو أحجام التداول وقيم السيولة.
فالارتداد المؤقت الذي تعود بعده الأسعار للهبوط مجددا يصحبه ضعف بالسيولة، بينما الارتداد الذي يعد عودة للصعود تصحبه سيولة مقاربة للمستويات التي كانت أثناء الصعود - قبل جني الأرباح - وهذا ما لم تشهده سيولة السوق بعد كسر متوسط الـ 50 يوما والارتداد الأخير من مستويات 10589 نقطة، حيث جاءت بمتوسط أقل من مستوى ثمانية مليارات ريال.
من جهة أحجام التداول، فقد كانت في الأسبوع الماضي كمتوسط أعلى من 300 ألف صفقة في اليوم، بينما أثناء الارتداد الذي حدث يوم الثلاثاء الماضي كانت أحجام التداول أقل من 200 ألف صفقة خلال الجلسة، وهو فارق كبير يقارب 50 في المائة من حيث عدد الصفقات.
لا يشك متابع للسوق المحلية أو الأسواق العالمية الأخرى حاجتها إلى عملية جني أرباح متوسطة، وربما حتى موجة تصحيح بعد موجات صعود كبيرة منذ قاع آذار (مارس) العام الماضي 2020، ذلك أن الاستمرار في اتجاه معين لفترة طويلة من الصعوبة بمكان، بل ليس من طبيعة الأسواق ولا من سماتها المعتادة، فالتصحيح يبقى حاجة ملحة وفترة راحة تعود بها المؤشرات المتضخمة حاليا إلى طبيعتها، وتستعيد الأسواق من خلاله زخمها الصاعد وتشجع على ضخ مزيد من السيولة.
خلاصة القول: إن تراجعات السوق بسيولة أقل تعد إشارة إيجابية، وأن هناك عدم رغبة في البيع أو تدافع نحوه، وهو ما يفسر ثقة المتداولين بالسوق، لكن كذلك ارتداد السوق دون عودة السيولة إلى الارتفاع يعطي إشارة تحذيرية إلى أن العودة للهبوط واردة في أي وقت، لذلك ستكون منطقة 10500 نقطة هي الدعم الأهم والأقرب، ففي حال كسرها ستشهد السوق ارتفاعا بقيم السيولة، وهو ما يعطي إشارة إلى أن السوق دخلت مرحلة تصحيح ضرورية ربما تستمر لأقل من 10000 نقطة، والله أعلم بالصواب.
إنشرها