العرضة في المدارس

لا يمكن ربط التحضر بالتخلي التام عن الموروث والفولكلور الذي يمتد لمئات الأعوام طمعا في البحث عن خانة تليق بحكاية التمدن. فهذه الممارسات ترتبط بقشور الحضارة التي لا تستمر طويلا.
في الحي الذي أسكنه في قلب دبلن يقام كل يوم أحد في الساحة المطلة على بحيرة القراند كنال تدريب مجاني لرقصة "السلسا" اللاتينية، حيث يحضر بعص المتطوعين مكبرات الصوت ومجموعة من خبراء الرقص من أجل تدريب من يرغب ذلك من الإيرلنديين وغيرهم لمدة تتجاوز أكثر من أربع ساعات. ولديهم حماس لتعليم كل من يمر، رغبة في نشر ثقافة هذه الرقصة.
وقبل أسبوع كنت برفقة صديقي العزيز من الجنوب، فقلت له: "أبيك تعلمني رقصة الخطوة؟ ضحك وقال: والله ما أعرفها! ثم التفت قائلا: طيب أبيك تعلمني رقصة السامري الشمالي؟ فقلت له وأنا أضحك: زيي زيك.. والله ما أعرف!".
جميع دول العالم تشجع على الاهتمام بفولكلور الرقص، وهذا ما شاهدناه في رقصة "الغيشا"، وهي الأشهر في الثقافة اليابانية، و"الكويكا" في الأرجنتين، وأيضا "الهوسة والهجع" في العراق، و"الهاكا" في نيوزيلندا، أما "الشرح" فينتشر كثيرا في اليمن.
تشكل "العرضة" الرقصة الرسمية في السعودية، ودائما تستخدم في استقبال زعماء وملوك دول العالم، وفي المهرجانات الكبرى، وعلى الرغم من أنها بدأت مع الحروب قبل أكثر من قرن، إلا أنها أصبحت الآن رفيقة المناسبات والزواجات والاحتفالات. وفي عام 2015 أدرجت العرضة في قائمة اليونسكو، وعام 2017 تم تأسيس "المركز الوطني للعرضة السعودية" التابع لدارة الملك عبدالعزيز.
وهنا أسوق اقتراحا لوزارة التعليم، بأن تضاف فنون تعليم وتدريب العرضة في المدارس والجامعات ضمن الأنشطة الثقافية، وذلك من أجل المحافظة على فولكلور بلادنا حتى تبقى العرضة حاضرة في كل بيت.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي