Author

كيف تبني استراتيجية مستدامة لأعمالك؟

|

اقتصادي في السياسات الاقتصادية وإدارة استراتيجيات الأعمال والشراكات الاستراتيجية.

سواء كنت رياديا أو رئيسا تنفيذيا أو رئيس مجلس إدارة، فإن نتائج الاستراتيجيات المرجوة متشابهة من حيث الفكر والمبدأ وإن اختلفت المدارس الاستراتيجية المستخدمة أو أدوات التنفيذ الاستراتيجي. ما يهمنا في جميع أعمالنا من منظور اقتصادي واستراتيجي تحقيق نقطتين جوهرية، أولا: المرونة من أجل المستقبل وسط ظروف متقلبة، سواء كانت اقتصادية أو غير اقتصادية، وثانيا: تصميم وتنفيذ استراتيجيات تحقق لأعمالنا استدامة ونموا.
أفضل المخططين الاستراتيجيين يربط الميزانيات ببعض المبادرات، لكن قد نفقد التركيز الذي يحقق الاستدامة، وهذا ما يفسر فشل بعض الاستراتيجيات وإن نجحت على المدى القصير. لذلك، سأتحدث اليوم عن عدد من النقاط المرجعية التي تضمن لأي استراتيجية الاستدامة، ولا سيما أن الاستدامة لم تعد مسؤولية الشركات، بل إن الحكومات جعلتها ضمن سياساتها الاقتصادية.
أولا: الابتكار من أجل النمو. يؤدي تحسين المنتجات والخدمات أو زيادة كفاءة إنتاجها إلى الربحية. ومن أهم مكاسب الابتكار أنه يجلب فوائد كبيرة للمستهلكين والشركات والاقتصاد ويدفع للتوظيف ومزيد من الأجور. وبحسب مسح قامت به شركة ماكينزي، فإن 84 في المائة من الرؤساء التنفيذيين يرون أن الابتكار مهم للاستراتيجية، فما تفسير ذلك؟ ببساطة، الابتكار يؤدي إلى زيادة حجم الأعمال وتحسين التنافسية والربحية وقوة العلامة التجارية وكسب مزيد من الكفاءة والإنتاجية ووسيلة لفتح أسواق جديدة.
ثانيا: إدارة الهدر وتحقيق وفورات في التكاليف. هناك فرق كبير بين خفض التكاليف cost reduction وتحقيق وفورات في التكاليف cost savings، فالأولى تعني تقليل النفقات غير الضرورية وتغيير نطاق الخدمة، ولها تأثير سلبي في النتيجة النهائية، أما الثاني فهو ضغط التكاليف دون التأثير في النتيجة النهائية.
ثالثا: بناء سمعة وعلامة تجارية. السمعة متقلبة والعلامة ثابتة، لكنها تؤثر في العلامة مع مرور الزمن، وهناك خلط بين السمعة والعلامة، والنموذج المثالي هو بناء علامة تجارية على خلفية سمعة قوية، فالعلامة القوية التي لا تملك سمعة طيبة غالبا تفقد عملاءها عند ظهور أول منافس، فحماية مصالح المستهلكين والمستثمرين يضمن تدفق الأموال والسلع والخدمات في اتجاهين متعاكسين على أساس منفعة عادلة بين طرفين، وفي الوقت ذاته لا يمكن إهمال أصحاب المصلحة، كالمنظمات التشريعية والتنفيذية الرسمية والبيئية والمجتمع العام، ويتعين على الرئيس التنفيذي تحديد أصحاب المصلحة بدقة لفهمهم بشكل أفضل.
رابعا: المرونة وإدارة المخاطر. الجمع بين المرونة والمخاطر من المفاهيم الصعبة على كثير من التنفيذيين، إلا أنه يمكننا الإشارة إليها من خلال تقليل نقاط الضعف وتوقع قضايا المستقبل، كمخاطر التشريعات الجديدة، أي التحول من إدارة الخطر التقليدي إلى بناء المرونة في الشركة لحماية المكاسب.
خامسا: تحفيز الموظفين. الموظفون المتحمسون والممكنون سيتعاملون مع حالات عدم اليقين بسهولة، ولا سيما إذا ما كان دور الرئيس ميسرا وليس ديكتاتورا وسخيا في التحفيز.
إنشرها