default Author

البكتيريا ومحبة الأعداء

|
تبهرنا تلك الكائنات البكتيريا المتناهية في الصغر هي ومثيلاتها من الفيروسات التي قلبت عالمنا رأسا على عقب، فرغم سمعتها السيئة إلا أن الحياة لا تستقيم بدونها، إنها معادلة إلهية معجزة فما يدمرك قد يلعبا دورا حيويا في المحافظة على حياتك، بل وتوفير غذائك ومنحك الطاقة المتجددة والحفاظ على بيئتك.
كل يوم يكتشف العلماء مهارات وقدرات للبكتيريا تجعلك تسبح الله وتقف لها احتراما وتتمنى لو أنك تراها لتقدم لها واجب الشكر، فعدوتك اللدودة تثبت لك يوميا أنها قد تكون أفضل ممن تعتقد أنهم أصدقاؤك من الكائنات الأخرى.
ترافقك منذ ولادتك وتحتل جزءا من جسدك ولا تتركك حتى في قبرك - بعد عمر طويل وعمل صالح - حتى تعيد جسدك إلى أصله فمن التراب وإليه، فهناك أنواع من البكتيريا مختصة بتحليل جثث البشر وأخرى بإعادة تدوير المواد الغذائية والطاقة من الجثة المتحللة، فتعود إلى جذورك. تخيل لو لم توجد هذه الكائنات ماذا سيكون شكل الأرض، والجثث تملأ باطنها وظاهرها من بشر وحيوانات وطيور حتى حشرات فضلا عن الروائح والأمراض؟.
اكتشف العلماء من جامعة لوند السويدية قبل مدة 13 نوعا فريدا من البكتيريا المفيدة في العسل البري الطازج تعيش داخل بطون النحل وتشارك في إنتاج العسل، وتقوم بحماية النحل من مسببات الأمراض وتحمي مضيفها من خلال إنتاج مئات المضادات الميكروبية التي يأمل الباحثون في التعرف عليها، ومن ثم استخدامها مستقبلا لصناعة بدائل للمضادات الحيوية تعالج أمراض الإنسان والحيوان. وعلى الرغم من استخدام العسل لقرون مضت للتداوي من الأمراض والجروح والحروق، إلا أنه لم يعرف بالضبط أين يكمن سر الشفاء فيه، إنه آية من آيات الله في الكون.
كما تسهم البكتيريا في إنتاج طاقة نظيفة، فقد تمكن فريق بحثي من جامعة ستانفورد من صناعة بطارية تولد الطاقة الكهربائية من مياه الصرف الصحي باستخدام الميكروبات التي تعمل كمحطات توليد طاقة مصغرة، حيث تقوم بهضم المخلفات النباتية الحيوانية وتحويلها إلى طاقة كهربائية وأخرى تنتج غاز الميثان.
ومن ترميمها للجسد إلى حفاظها على المساكن فالبكتيريا لديها القدرة على إنتاج الحجر الجيري الذي يقوم بإصلاح التشققات الخرسانية ذاتيا في المباني، حيث تتم إضافة البكتيريا إلى مواد البناء وتكون في حالة سكون وعند رشها بالماء تنشط وتقوم بتحويل أملاح الكالسيوم الموجودة في الخرسانة إلى حجر جيري وتصبح الخرسانة مقاومة للماء من جديد! نحن لا نعلم متى يكون العدو صديقا أو العكس لذا انشروا المحبة ودعوا الخلق للخالق.
إنشرها