default Author

النودلز السحرية

|
هذه الوجبة التي ملأت الدنيا وشغلت الناس ودارت حولها الأبحاث وانقسم الناس حولها بين مؤيد ومعارض، لم يكن ذلك كله يخطر في بال مخترعها التايواني الأصل أندو موموفوكو، كان أندو رجل صناعة واعد في السوق بدأ حياته بائعا للكيمونو هو وشقيقه في أحد متاجر مدينة تاينان وحين بلغ الـ22 أنشأ شركة لبيع التريكو الياباني ولم يمر عام حتى فتح فرع آخر لشركته ذاع صيته في المنطقة، رغم العثرات التي مرت عليه والخسائر جراء الحرب العالمية الثانية وسجنه مرتين، إلا أنه كان يملك زمام نفسه ولم يستسلم وتوسع في أعماله، لتشمل بناء وحدات سكنية بدائية، وإنتاج الملح، حتى تأسيس مدرسة.
شغفه وحبه للمغامرة جعله يدخل سوق المال رغم عدم خبرته فيه، ما أدى به إلى خسارة ثروته بين عشية وضحاها، لم يهزم وعد أنه خسر المال والعقار ولم يخسر خبراته على مدار الـ40 عاما التي مرت من عمره، وعاد مرة أخرى ليقف على قدميه بل ويكسب شهرة عالمية عمت أرجاء الدنيا، ومن هنا بدأت حكاية الإندومي أو النودلز، بعد خسارته كل شيء ما عدا مسكن صغير مستأجر تذكر أندو ذلك اليوم الذي كان يقف فيه في السوق السوداء بالقرب من محطة قطارات أوساكا الرئيسة في أعقاب الحرب العالمية الثانية، وخلال فترة نقص الغذاء، لفت انتباهه طوابير البشر التي تقف بالساعات في عز الشتاء من أجل الحصول على طبق من النودلز اليابانية.
وعندما قرصه الجوع تذكر أهمية الطعام فمن دونه لن يتمكن الإنسان من العيش أو العمل أو التفكير حتى، وسيكون همه الحصول على ما يسد رمقه، لذا فكر في صناعة وجبة اقتصادية لا تأخذ وقت في تحضيرها وتناسب كل الأذواق والديانات ويمكن تخزينها لفترات طويلة دون أن تتعرض للتلف!
بكل عزيمة وإصرار استمر في أبحاثه لمدة عام كامل دون أن يحصل على أي يوم راحة، فقط سويعات قليلة من النوم تفصله عن تحقيق حلمه، وكانت أكبر معضلة واجهته ولا بد من التغلب عليها إيجاد طريقة يضمن من خلالها تجفيف المعكرونة! وهنا يأتي دور ملهمته وزوجته وتذكر كيف كانت تقلي "الـتيمبورا" لتصبح مقرمشة، ومن هنا خرج الإندومي للنور في أكياس وبعدها بنحو عشرة أعوام ابتكر أكواب الإندومي وفي عام 2005 كانت الإندومي الفضائية التي طورها أندو وعمره تجاوز الـ90، رفيقة رواد الفضاء اليابانيين، يقول أندو، "كل ما مر بي في حياتي من فشل كان لتجهيزي لهذا الإنجاز".
إنشرها