default Author

حكاية وجبة

|
المتاحف من أجمل الأماكن التي يمكن أن تزورها يوما فهي تجمع لك أطراف الحكاية في مكان واحد. تستطيع أن ترى أصل الأشياء وحقيقتها وتاريخها. إنها ذاكرة مجمدة تتجول داخلها وكأنك تقرأ كتابا بلا أحرف، تستمع فقط لحديث التحف من حولك وتسابقهم لنقل المعرفة لك!
والمتاحف على اختلاف أنواعها وأماكن وجودها تقوم على الفكرة نفسها، ويبدع أصحابها في طرق جذب الزوار لها واختيار أفكار غريبة يقوم عليها المتحف، مثل متاحف الطعام. إنه نوع غريب من المتاحف، تجد في إحدى قاعاته مائدة ماثلة أمامك تزخر بما لذ وطاب ولكنها في الحقيقة مجسمات تروي لك حكاية وجبة ما، أو ترى امرأة ماثلة أمامك تظن أنها ترحب بك لتكتشف أنها مجرد تمثال من الشوكولاتة!
تحاول كل بلد تبنت نوعا من الأطعمة أو اشتهرت به عمل متحف له، ففي بلجيكا مثلا وفي بلدة بروج يقع متحف البطاطا المقلية الوحيد في العالم المخصص لهذا النوع المحبب من الأطعمة، الذي يحكي لك تاريخ البطاطس المقلية منذ أن ظهرت أول مرة في البيرو مهد الحضارات القديمة قبل نحو عشرة آلاف عام، وخلال الجولة تستطيع أن تستمتع بأصابع ورقائق الفرايت اللذيذة كما يسميها البلجيكيون!
وبسبب عشق وهوس الإيطاليين بالآيسكريم أو الجيلاتي كما يطلقون عليه، والذي تجد أكشاكه منتشرة في كل زاوية من شوارع إيطاليا، خصصوا له متحفا يحكي قصة عشقهم له في مدينة بولونيا، مقام على أرض مصنع قديم تملكه شركة كاربيجياني المصنعة لأول آلة صنع آيسكريم في العالم، ويحوي المعرض كل ما يتعلق بالجيلاتي من أدوات صنع أو عربات بيع مزخرفة، كانت تجوب الشوارع لبيع الآيسكريم إضافة إلى وجود ورش عمل تمنح الزائر دروس في علم الجيلاتي!
أما المتحف الذي ستزوره وسيسبقك أطفالك إليه لعشقهم لهذه الوجبة الشهيرة والمحببة لهم والمتهمة دوما في عيون آبائهم، فهو متحف النودلز الفريد في اليابان، أول ما سيقابلك عند مدخل المتحف تمثال مستر نودلز أو أندو موموفوكو مخترع الإندومي أو الشعيرية السريعة عام 1958، للتذكير بجهود وعبقرية ذلك الرجل الذي قال، "في الحياة لم يفت الأوان أبدا. لقد تطلب مني الأمر 48 عاما لابتكار هذا المنتج" الذي يحقق مبيعات قياسية سنوية بلغت 5.5 مليار عبوة في اليابان وحدها. وفي جميع أنحاء العالم يتم استهلاك نحو 100 مليار عبوه سنويا، الأمر الذي جعل المنتج بمنزلة "غذاء عالمي!
إنشرها