ارتباط وفيات كورونا بالاقتصاد الأمريكي «2 من 2»

المأساة، هي أننا بكل بساطة لن نعرف وضعنا الحقيقي ما لم نتمكن من إحصاء عدد الوفيات في وقت لاحق من هذا الشهر. فقط في تلك الحالة يمكننا تحديد ما إذا كانت الوفيات المرتبطة بكوفيد - 19 تضاعفت من 4500 إلى 9000 أسبوعيا من منتصف حزيران (يونيو) إلى منتصف تموز (يوليو) أو استمرت في الارتفاع لمستويات أعلى من ذلك بكثير.
إن فشل أمريكا في إجراء الاختبارات على نطاق واسع، يعني أنها لا تزال تسير من غير هدى، وعليه لا أحد يعلم بحق ما الذي سيحدث لو تمت إعادة فتح المدارس أو السماح بتناول الطعام في الأماكن المغلقة واستئناف حفلات موسيقى الكورال. كتب المعلق المحافظ ديفيد فروم، أخيرا، تغريدة بعد أن أمضى الربيع في نيويورك، وهو الآن في تورينتو، يقول فيها "أن تمشي في مدينة يصل عدد سكانها إلى 2.8 مليون نسمة ولديها أقل من خمس حالات في اليوم، يعطي المرء الشعور ببدء التعافي".
ديفيد محق، فهناك احتمالية كبيرة أن كندا والاتحاد الأوروبي واليابان، ستشهد تعافيا اقتصاديا كبيرا هذا الخريف، لكن هذا الكلام لا ينطبق على الولايات المتحدة، ففي أحسن الأحوال سيكون هناك تحسن تلقائي من الربع الثاني إلى الثالث، وهذا يعود بشكل كبير إلى انخفاض مطالبات تأمين البطالة من ذروة تلك المطالبات التي وصلت إلى 24 مليونا إلى 17.5 مليون في بداية تموز (يوليو)، لكن نظرا إلى أن المطالبات ارتفعت بمقدار مليون مطالبة من 5 - 11 يوليو إلى 12 - 18 يوليو، فإن هناك مخاوف مشروعة أن تلك المطالبات قد تستمر في الارتفاع الأسابيع التالية. سيكون لدينا قريبا أرقام عن أول أسبوع من آب (أغسطس)، ولو عادت المطالبات إلى نطاق الـ20 مليونا مع بقائها في ذلك المستوى حتى الخريف، فإن نسبة كبيرة من هذا التحسن التلقائي ستنخفض.
بالنسبة إلى الولايات المتحدة، فإن أي فرصة للتعافي الاقتصادي الحقيقي هذا العام، ستحتاج إلى التركيز على هدفين شاملين هما، أولا: وقف انتشار الفيروس، وذلك حتى يتوقف الناس عن الخوف من الخروج وإنفاق الأموال. الآخر: إيجاد وظائف لأولئك الذين خسروا وظائفهم في قطاع الضيافة، وغيرها من الوظائف التي فيها تواصل بشري مرتفع في الأماكن المغلقة، وذلك من خلال العمل في توفير خدمات عن طريق الإنترنت أو العمل في قطاعات السلع الاستثمارية التي لا تتطلب اتصالا وثيقا مع الناس.
إن أمريكا، من حيث المبدأ، قادرة على عمل تلك الأشياء، فنحن لدينا الموارد. وكما قال جون ماينرد كينز، إحدى المرات، "أي شيء يمكننا القيام به فعليا هو شيء يمكننا تحمل تكلفته".
لكن عمل ما يجب عمله، سيتطلب إدارة أكثر كفاءة بكثير مما رأيناه من الرئيس دونالد ترمب ومساعديه من الجمهوريين، وفي الأشهر المقبلة على أقل تقدير يجب أن نستمر في توقع الأسوأ.
خاص بـ "الاقتصادية"
بروجيكت سنديكيت، 2020.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي