المليح في «الخمار الأزرق»
اتفق أغلب مرتدي الكمامة على جعل اللون الأزرق للخارج، ربما لإحساسهم أن ذلك أفضل وأقوى، أو لأن الناس تغلب عليهم المحاكاة الجمعية عندما يصيبهم الخوف أو القلق، فيتفقون على ما يشبه "الدينامية الجماعية" لوعي مشترك هو في هذه الحال "حذر" مشترك اتفق العقلاء على أن يكون شرط العود.. لمن عاد.
الكمامة صممت بلونين أبيض وأزرق لغرض، ففي حال كنت المريض ترتديها كي تحمي الناس من العدوى، لذلك يجب أن يكون اللون الأبيض للداخل، والأزرق للخارج، وإذا كنت سليما وتريد أن تحمي نفسك، فيجب ارتداء الكمامة بالعكس فالكمامة مصممة، حيث تكون فلترة الجراثيم تبدأ من اللون الأبيض في اتجاه الأزرق، وليس العكس، هكذا قرأت.
ليس مهما أي اللونين كان للخارج في المرحلة الحالية، بقدر ما هو مهم أن يكون الارتداء عادة ثابتة وليس عندما يكون الإنسان مراقبا أو في مكان يفرض ذلك، وأن يكون الارتداء صحيحا، وأن يتعامل المرتدي مع هذه القطعة على أنها كالمنديل الذي لا يمكن استخدامه أكثر من مرة، وبالطبع لا يمكن أن يستخدمه أكثر من شخص.
باتت تغطية نصف أو ثلثي الوجه السفلي عنصرا جماعيا عالميا، وفي منطقتنا امتازت المرأة أن لا شيء تغير عليها كثيرا، أعني المرأة التي اعتادت لبس النقاب أو القناع أو أي شكل من أشكال الحجاب عبادة أو عادة، ولكن الأمر جديد على الرجال هنا وفي الغرب أيضا بينما كان الشرق الأكثر اعتيادا في مجموعة عواصم صناعية آسيوية عرفت بارتفاع مستويات التلوث، أو عرفت هذه الظاهرة لأسباب غير صناعية مثل مدينة كاتماندو عاصمة النيبال التي يطلق عليها اسم "سقف العالم" لكونها أعلى عاصمة في العالم التي تتجمع فيها الملوثات لعوامل جغرافية ومناخية.
من الحسنات المتوقعة بعد زوال الجائحة تماما - بإذن الله - استمرار الناس في الخليج في ارتداء الكمامات خاصة في مواسم الغبار غير القليلة لحماية أجهزة التنفس التي كان يمكن حمايتها بالشماغ الرجالي والنقاب أو الطرحة النسائية، خاصة أن لبس الشماع يقل في الأجيال الجديدة، وكذا الحال مع النقاب، ولن يشعر مرتدي الكمامة بالحرج أو الغرابة، لأن مجموعة أكثر من الناس باتت تعرف القيمة "الصحية" لهذا الغطاء.
أخيرا ربما يكون خطاب الغزل "التسويقي" المقابل لـ "قل للمليحة في الخمار الأسود" هو "قل للمليح في الخمار الأزرق".