رمضان .. فرصتك للتغيير
تمر علينا مواسم للتغيير كبدايات السنة الهجرية والميلادية ورمضان، رغم أن التغيير ليس له موسم بل يبدأ في تلك اللحظة التي تقرر فيها أن تتغير وتبذل جهدك لتحقيق ذلك، ولكن يظل البعض نمطيا في تفكيره ويعتقد أن للتغيير مواسم، وحتى نكون أكثر مرونة فسنتقبل وجهة نظره ونقول له بكل الحب ها هو رمضان أقبل.. فلا تضيع فرصتك للتغيير!
ـــ في رحلتك للتغيير لا تحاول تغيير من حولك وفرض أفكارك وسلوكياتك عليهم، لأنك ستبعثر جهدك بلا فائدة وربما أصابك الإحباط وتوقفت، ولكن اجعل التغيير ينبع من داخلك كجدول ماء يترقرق فتتراقص الأزهار على جانبيه!
ــــ إذا كنت من الأشخاص "اللي ما يرتاحون" إلا أن شاهدوا مائدة رمضان مليئة بأصناف الطعام والمشروبات والحلويات والمعجنات والصواني والمقليات فأنت مع الأسف لم تدرك المفهوم الحقيقي لهذا الشهر الفضيل، كما أن التخمة والإنهاك اللذين ستشعر بهما بعد الإفطار سيفقدانك لذة الاستمتاع بالروحانية أثناء تأديتك لصلاة التراويح في المسجد، وأيضا هدر الطعام الذي يحصل سيشعرك بتأنيب الضمير وتخيل أن يتأثر أطفالك سلبيا بهذا الهدر؟! ألا تتفق معي أنك من حيث لا تشعر ستنشئ جيلا لن يقدر النعم ويؤدي حق شكرها. ابدأ في تغيير عاداتك وسلوكياتك مثلا "وش يبي يضرك" لو حاورت أسرتك واتفقت معهم على تقديم صنفين أو ثلاثة فقط على مائدة الإفطار، فأنت لا تضرب عصفورا بحجر بل تضرب 20 وربما أكثر.. فستحافظ على صحة أسرتك وستعلمهم دروسا عن الاقتصاد والشكر، وأيضا زوجتك سترتاح من عناء "وقفة" المطبخ وستتحسن نفسيتها وستجد وقتا لقراءة القرآن والزيارات الأسرية.. عاداتنا المتعبة في رمضان و"الكرف" غير الطبيعي فيه جعل حتى الخادمات يهربن في هذا الموسم!
ـــ بعض العادات السلبية السيئة كالتدخين والغيبة والنميمة والسباب واللعن لو كان هناك مقياس علمي لها لوجدناها تسجل أدنى انخفاض لها في رمضان، كما أن بعض العادات الإيجابية كالصدقة والدعاء وقراءة القرآن ستسجل أعلى ارتفاع لها في رمضان، الأمر ببساطة ما دمت نجحت في كبح جماح أهواء عاداتك السلبية في رمضان فستنجح حتى بعد رمضان الأهم أن تمتلك العزيمة والإرادة وقبلهما حسن الظن بالله والتوكل عليه.
ـــ لا تجعل ماراثون المسلسلات والبرامج يهدر أوقاتك الثمينة في هذا الشهر، استغل أيامه ولياليه في تنقية عقلك من صخب الحياة، اجعل روحك أقرب إلى السماء، وامنح نفسك فرصة لتكون شخصا أفضل!
جعلنا الله وإياكم من صوامه وقوامه.