default Author

العهد الاقتصادي الجديد .. «رؤية 2030» «9»

|
لا شك أن البلاد مهما تطورت اقتصاديا يظل المجتمع هو قوامها وعمودها الفقري. لكن، أي مجتمع؟ كلنا يعرف الهوية التي ننتمي إليها ونفخر بها وهي الهوية الإسلامية لكن هل هذا يكفي؟ في رؤية 2030 تحت محور (مجتمع حيوي) تتحدث الرؤية عن بناء شخصيات الأبناء فتقول: سنرسخ القيم الإيجابية في شخصيات أبنائنا عن طريق تطوير المنظومة التعليمية والتربوية بجميع مكوناتها، مما يمكن المدرسة بالتعاون مع الأسرة من تقوية نسيج المجتمع، من خلال إكساب الطالب المعارف والمهارات والسلوكيات الحميدة ليكون ذا شخصية مستقلة تتصف بروح المبادرة والمثابرة والقيادة. قلنا مرارا إن ترسيخ القيم لو لم يتم بطريقة عصرية فلن يحدث الأثر المطلوب وسيستمر كقصيدة قديمة ترددها الألسن ولا يعيها القلب. القدوة لا تزال غائبة في الحياة اليومية لكثير من الأبناء. فلو سألت أي طفل من قدوتك فسيقول أمي أو أبي وهذا طبيعي، وكلما كبر الطفل تطلع لمن حوله واستمر بحثه عن القدوة باختلاف مراحل حياته لكن المهم: هل يجب أن يكون لدى الجميع قدوة واحدة؟ من المهم أيضا أن ننشر ثقافة الاختيار وليس الإجبار. من المهم أن نعزز مسؤوليتنا عن قراراتنا وطموحاتنا واحترام خياراتنا بصرف النظر عن نتائجها. من المهم ألا ننشر مبدأ "لو كنت سمعت كلامي لكنت اليوم.. كذا وكذا". فنلندا أصبحت الدولة الأولى (والأشهر) عالميا من حيث التعليم الابتدائي والمدرسي بشكل عام وتنبه العالم إلى النموذج البارع الذي أفرز لهذه الدولة (التي يبلغ تعدادها السكاني 5.4 مليون نسمة ونالت استقلالها التام عام 1917) طلابا نابغين في مراكز دولية من حيث الكفاءة العلمية والفكرية. من اللافت أن الإنفاق التعليمي في دولة فنلندا يشكل 8 في المائة فقط من الناتج المحلي (مقارنة بأكثر من ربع الناتج المحلي في السعودية) الأمر الذي يؤكد أهمية الجودة مقابل الكم. تذكر الرؤية أنها ستعمل "من خلال إكساب الطالب المعارف والمهارات والسلوكيات الحميدة" لكن التنفيذ والأسلوب المتبع هما المؤشر الحقيقي على إمكانية التحقيق. هل سيتم ذلك من خلال الكوادر التعليمية الحالية؟ أم من خلال المناهج؟ أم الاثنان معا؟ حتى الآن لم نسمع أو نر تغيرا جذريا في نمط التعليم ولا المواد المقدمة ولا المعلمين، وعندما أتصفح العناوين أرى "حركة نقل المعلمين - المعلمات" هي الموضوع الأبرز وكأن إدارة التوظيف هي الركيزة الأهم من العملية التعليمية. عندما كنت طالبة في المدرسة كانت تقدم لنا خيارات تعليمية غير موجودة اليوم مثل اللغات الأجنبية المتعددة والرياضة والموسيقى والاقتصاد المنزلي والفنون دون أن يضطر الأهالي لدفع ريال إضافي واحد أو القلق بشأن التكاليف الإضافية. اليوم نقرأ كم الموافقات التي تمنحها الوزارة المدارس الخاصة برفع رسومها السنوية. من ناحية أخرى، أحدثت التكنولوجيا ثورة معلوماتية همشت دور المدرسة في حياة الطالب فأصبح الآباء بالكاد يواكبون عملية التعلم السريع التي يكتسبها الابن أو البنت من خلال استخدام التكنولوجيا ولا يزال المعلم المحلي يركز على "إنهاء المنهج" خوفا من محاسبة الموجه. وللحديث بقية،،،
إنشرها