فلسطين والقدس .. ستظل القضية الأولى
يخطئ من يعتقد أن قضية فلسطين لم تعد القضية الأولى بالنسبة للعرب والمسلمين لمجرد أنها أصبحت تذكر في سياق نشرات الأخبار، وليس في بدايتها أو من يقول إن السعودية قد عادت إلى الاهتمام بقضية فلسطين؛ فبلادنا وهي أصل العروبة ومنبع الإسلام كانت ولا تزال قضية فلسطين والمسجد الأقصى من أهم اهتماماتها.. فالملك المؤسس عبد العزيز ـــ رحمه الله ـــ لم يقبل أي مساومة أو حديث يدعو إلى التخلي عن هذه القضية.. والملك الشهيد فيصل بن عبد العزيز أعلن بكل قوة أنه يتمنى الصلاة في المسجد الأقصى أو أن يموت دفاعاً عنه.. أما الملك سلمان بن عبد العزيز فقد عرف بأنه من يشرف على ملف قضية فلسطين منذ أن كان أميرا لمنطقة الرياض.. وقد ترأس لجان الدعم وجمع التبرعات لإخواننا في فلسطين.. ولذا لم تستغرب وقفته القوية واتصالاته التي أجراها يوم الأربعاء الماضي مع زعماء العالم المؤثرين والزعماء العرب للدعوة إلى عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن لوقف الهجمة الشرسة على المسجد الأقصى التي تهدف في النهاية إلى إقامة الهيكل المزعوم.. ولا شك أن هذه الوقفة الحازمة قد خيبت ظن أوساط العدو الصهيوني والمتعاطفين معهم لاعتقادهم أن السعودية وقيادتها مشغولة بالحرب في اليمن وبموسم الحج، أما نحن في هذه البلاد فلم تكن مفاجأة لنا لمعرفتنا أن فلسطين والأقصى خاصة في قلب اهتمامات قيادتنا مهما كانت الظروف والتحديات.. كيف لا وهو ثالث الحرمين الشريفين اللذين يتشرف حكام هذه البلاد بأنهم خدام لهما.
وحقيقة أكدت عليها بلادنا في المحافل الدولية ولكن المجتمع الدولي يتغافل عنها ولا يريد أن يقر بها، وهي أن من أسباب الإرهاب المنتشر عالميا ذلك الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني منذ عقود من الزمن تحت سمع وبصر المجتمع الدولي الذي يدعي أنه يحارب الإرهاب.
وأخيرا: إذا نجحت المساعي لعقد اجتماع لمجلس الأمن لوقف الهجمة على الأقصى فإن ذلك سيشكل لطمة قوية للحكومة الإسرائيلية التي تحمي قواتها الأمنية قطعان المستوطنين وتطارد أصحاب الحق الأصلي من المرابطين والمرابطات في المسجد الأقصى.. ولو منع (الفيتو) اتخاذ قرار قوي بهذا الشأن فإن معناه إعطاء الضوء الأخضر لمزيد من الظلم والعنف والإرهاب.. ولن يكون هناك إلا خيار واحد وهو المواجهة ودعم المدافعين العزل عن الأقصى بجميع أنواع الدعم التي تمكنهم من الدفاع عن مسجدهم وعن أنفسهم أمام المهاجمين المسلحين بجميع أنوع الأسلحة.