سيارات العمالة .. وصمت المرور
فقد جار لنا خال أبنائه في حادث مروري أليم- رحمه الله- حيث كان يقود سيارته ليلا في طريق صحراوي، وفجأة وجد أمامه سيارة بلا إضاءة أو علامة؛ فحاول تفاديها فاصطدم وجها لوجه بسيارة قادمة فتوفي هو واثنان في السيارة المقابلة.. وهذا الحادث ليس الأول ولن يكون الأخير لسيارات العمالة التي تمثل بحق قنابل موقوتة تسير في شوارعنا بعضها بلا أنوار وبعضها بلا كوابح.. وجميعها تنفث الدخان وتعطل السير وتستعملها العمالة كسيارة شحن، ولو كانت من أصغر السيارات حجما.. ولا أحد يلوم هؤلاء فقد وجدوا أن الأمر مسهّل جدا؛ فالسيارة قيمتها لا تتعدى ألف ريال والبنزين رخيص جدا.. ولا أحد يراقب أو يطالب بفحص دوري لهذه المركبة المتهالكة.. وعلى ذكر الفحص الدوري.. أين اختفى بعد أن أدى نتائج جيدة؟! أو هكذا نحن خاصة في مجال ضبط حركة السير والمرور نضع الأنظمة ثم لا نطبقها، ويشهد بذلك ربط حزام الأمان، وتحديد موديل معين للسيارات المسموح لها بالوجود في شوارعنا.. ولو تم التقيد بالموديل المعين لما وجدنا هذه السيارات المتهالكة تملأ الشوارع والطرقات البرية وفي المحافظات والقرى على وجه الخصوص.. ولما فقدنا الأعداد الكبيرة من ضحايا تلك السيارات التي يقابل المرور وجودها وما كتب عنها مرارا وتكرارا بالصمت الذي أصبح شعارا ترفعه إدارات المرور، على عكس قطاعات وزارة الداخلية الأخرى التي تتفاعل وتتجاوب مع ما يكتب عنها في وسائل الإعلام.. ولقد كتبت قبيل شهر رمضان مقالا عن تنظيم المواقف في شوارع مدننا المزدحمة والمعرقلة بالحفريات واقترحت تكثيف وجود رجال المرور في الشوارع لحل الأزمات في الميدان خلال ليالي رمضان المزدحمة، ولم أجد أي تفاعل من إدارة المرور للقول إنني على خطأ إن كان كذلك أو على صواب ووجهة نظر المرور حيال هذا الأمر.
وأخيرا: في كل دول العالم حتى النامية منها لا تجد سيارات متهالكة كما نرى في شوارعنا.. فالسيارات القديمة في شوارع القاهرة أو نيودلهي أو كراتشي تجدها نظيفة وتعمل أنوارها وكوابحها بشكل جيد، بينما في شوارعنا تعجب كيف تتحرك هذه السيارات وعليها أطنان من التراب وأبوابها مخلعة وشكلها يسبب الغثيان.. فهل من تبرير للسماح لها لتزهق أرواحنا وتشوه مدننا الجميلة؟! وفي النهاية يعتبر الحادث مروريا مع أنه أشبه ما يكون بالقتل المتعمد.
حتى على الشمس.. لم نسلم من الحسد
كتبت تحت هذا العنوان قبل فترة ليست بالقصيرة، وأشرت إلى أهمية الاستفادة من الطاقة الشمسية التي نحسد عليها ومنذ أيام أعلن عن مشروع جديد لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية في محافظة الأفلاج.. فتحية لمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية ولرئيسها النشط والمهني بامتياز الأمير تركي بن سعود بن محمد، الذي نأمل أن يتحقق هذا الحلم على يديه، بعد أن قامت الإدارات السابقة ببعض المحاولات المتواضعة ولم يتحقق المطلوب وظلت ثروة الشمس مهدرة في سمائنا المشرقة دائما.