الدعم.. وأكبر مصنع للطاقة الشمسية الحرارية في العالم

أمر أكبر منتج للنفط العماني أن يبدأ العمل على ما سيكون واحدة من أكبر محطات الطاقة الشمسية الحرارية في العالم، وإنشاء التكنولوجيا كبديل للوقود الأحفوري. وستبدأ شركة GlassPoint للطاقة الشمسية في بناء المنشأة في حقل أمل في جنوب عمان.
صفوف من المرايا ذات القطع المكافئ تغطي كيلو مترين مربعين (0.8 ميل مربع) ستقوم بتسخين البخار بحرارة 1021 ميجاوات، التي سيتم حقنها في الخزانات الجوفية لتقليل لزوجة النفط الخام المنتجة هناك.
تطوير مثل هذه المنشأة سيكون معلما بسبب حجمها، ولأنها تدل على أنه يمكن لصناعة النفط الاستفادة من الطاقة المتجددة بدلا من إمداداتها الخاصة لتشغيل منشآتها التابعة لها. حيث إن تلك الإمدادات أصبحت احتياجاتها من الطاقة واسعة ومتنامية بدرجات عليا من استنزاف النفط الخام.
"إنه لقدر كبير من الثقة في GlassPoint" كما قالت كبير محللي الطاقة الشمسية جيني تشيس، في بلومبرج لتمويل الطاقة الجديدة في زيوريخ. وأضافت "لو قدر النجاح لهذا المشروع، فإنه يمكن أن تنتشر تكنولوجيا الطاقة الشمسية الحرارية إلى تطبيقات أخرى، حيث يتم استخدام الحرارة".
شركة تنمية نفط عمان، التي تملك منها الحكومة 60 في المائة، هي الراعية للمشروع. وتملك رويال داتش شل، التي ساعدت GlassPoint فريمونت، كاليفورنيا، بدفع 53 مليون دولار في أيلول (سبتمبر) الماضي، 34 في المائة من شركة النفط العمانية. وتملك توتال السعودية 4 في المائة.
وقال المتحدث الرسمي عن شركة GlassPoint، إن التكنولوجيا المستخدمة يمكن أن تقلل من احتياجات الطاقة في حقول النفط بنسبة تصل إلى 80 في المائة في حقول النفط الثقيل التي تحتاج إلى الطاقة لرفع الإمدادات من التكوينات الصخرية تحت الأرض. مثل تلك الحقول المشتركة في ولاية كاليفورنيا، والشرق الأوسط وفنزويلا، وأنها عادة ما تتطلب طاقة تعادل برميلا من النفط مقابل كل خمسة براميل منتجة.
لقد كان الغاز الطبيعي أو النفط هو المصدر الذي يغذي تلك الاحتياجات من الطاقة في الماضي. وان استبدال الطاقة الشمسية كمصدر للطاقة من شأنه أن يحرر المزيد من الإمدادات للتصدير.
وقال العضو المنتدب لشركة تنمية نفط عمان راؤول ريستوشي، بعد أن تم توقيع العقد في مسقط، "إن ما نهدف إلى القيام به هو تأمين انتعاش أكبر من النفط في الوقت نفسه خفض استهلاك الطاقة لدينا وخفض التكاليف".
الابتكار الجديد في مشروع GlassPoint هو بناء بيوت زجاجية ــــ مثل المحميات الزراعية ـــ فوق المرايا ذات القطع المكافئ الهشة التي تقوم بتسخين المياه، وحماية الوحدات بالكامل من العواصف الرملية والرياح العنيفة في المنطقة.
وقد قامت عمان بتجريب التكنولوجيا في مشروع تجريبي على أرض حقل أمل، حيث تنتج نحو 50 طنا من البخار منذ عام 2010. وتقوم تلك الوحدة بإنتاج سبعة ميجاوات من البخار لأجل الاستخلاص المعزز للنفط، وستستمر في العمل بمجرد بدء العمل بتلك الوحدات الجديدة في عام 2017، كما جاء في البيان.
وقال رئيس شركة GlassPoint رود ماكجريجور، "إن صناعة النفط والغاز هي السوق الرئيس التالي للطاقة الشمسية"، وأضاف "أن جهودنا مع شركة تنمية نفط عمان سيمهد الطريق لنطاق واسع التطورات في مجال الاستخلاص المعزز للنفط بالطاقة الشمسية لحقول النفط في جميع أنحاء العالم".
سيبدأ العمل بالمشروع في هذا العام، ويتكون من 36 وحدة من البيوت الزجاجية التي تقوم بحماية صفوف المرايات. ويغطي المشروع ما مجموعه ثلاثة كيلومترات مربعة، مع حقل الطاقة الشمسية الذي يغطي كيلو مترين مربعين.
وقال المتحدث الرسمي عن شركة GlassPoint، إنه عند الانتهاء من ذلك، فإن المشروع سيحقق كمية كبيرة من الطاقة أكثر من أي منشأة أخرى تعمل بالطاقة الشمسية. وقالت جيني تشيس في منتدى "تمويل الطاقة الجديدة"، إن الطاقة المتوافرة في شكل حرارة يجعل المحطة أصغر حجما من بعض محطات الطاقة الشمسية التي بنتها شركة First Solar التي تولد الكهرباء.
وسيكون هذا المصنع قادرا على حفظ 5.6 تريليون وحدة حرارية بريطانية، Btu، من الغاز الطبيعي سنويا التي كانت تستخدم لتسخين البخار للحقن في هذا المجال. وهذا يكفي لتزويد مدينة مكونة من 209 ألف شخص في عمان.
وإنه سيتم أيضا خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من عمان تقريبا بـ 300 ألف طن متري سنويا، أي ما يعادل إبعاد 60 ألف سيارة عن الطريق.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي